00538 ت - تفسير الكشاف - تفسير الزمخشري
Alfabaiyyah > حرف س > سو > سور > سور القرآن الكريم > 0023 - سورة المؤمنون > 0001 - سورة المؤمنون آية 1
00538 ت - تفسير الكشاف - تفسير الزمخشري
* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
قَدْ أَفْلَحَ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ١﴾. ٱلَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَـٰشِعُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٢﴾.
فَلَوْ أَنَّ الاطِبَّا كَانَ حَوْلِي |
فإن قلت ما المؤمن؟ قلت هو في اللغة المصدق. وأما في الشريعة فقد اختلف فيه على قولين، أحدهما أنّ كل من نطق بالشهادتين مواطئاً قلبه لسانه فهو مؤمن. والآخر أنه صفة مدح لا يستحقها إلاّ البرّ التقيّ دون الفاسق الشقيّ. { خَٰشِعُونَ } الخشوع في الصلاة خشية القلب وإلباد البصر ـــ عن قتادة وهو إلزامه موضع السجود. وعن النبي صلى الله عليه وسلم 717 أنه كان يصلي رافعاً بصره إلى السماء، فلما نزلت هذه الآية رمى ببصره نحو مسجده، وكان الرجل من العلماء إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمٰن أن يشدّ بصره إلى شيء، أو يحدث نفسه بشأن من شأن الدنيا. وقيل هو جمع الهمة لها، والإعراض عما سواها. ومن الخشوع أن يستعمل الآداب، فيتوقى كفّ الثوب، والعبث بجسده وثيابه والالتفات، والتمطي، والتثاؤب، والتغميض، وتغطية الفم، والسدل، والفرقعة، والتشبيك، والاختصار، وتقليب الحصا. روي عن النبي صلى الله عليه وسلم 718 أنه أبصر رجلاً يعبث بلحيته في الصلاة فقال " لو خشع قلبه خشعت جوارحه " ونظر الحسن إلى رجل يعبث بالحصا وهو يقول اللَّهم زوّجني الحور العين، فقال بئس الخاطب أنت! تخطب وأنت تعبث. فإن قلت لم أضيفت الصلاة إليهم؟ قلت لأنّ الصلاة دائرة بين المصلي والمصلى له، فالمصلي هو المنتفع بها وحده، وهي عدّته وذخيرته فهي صلاته وأمّا المصلى له، فغنيّ متعال عن الحاجة إليها والانتفاع بها.
Comments
Post a Comment