01250 ت - تفسير فتح القدير - تفسير الشوكاني
Alfabaiyyah > حرف س > سو > سور > سور القرآن الكريم > 0023 - سورة المؤمنون > 0084 - سورة المؤمنون آية 84
01250 ت - تفسير فتح القدير - تفسير الشوكاني
* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق
قُل لِّمَنِ ٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٤﴾. سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٥﴾. قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٦﴾. سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٧﴾. قُلْ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٨﴾. سَيَقُولُونَ لِلَّهِۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٨٩﴾. بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٠﴾. مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنْ إِلَـٰهٍۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍۭ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍۚ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩١﴾. عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٢﴾. قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٣﴾. رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٤﴾. وَإِنَّا عَلَىٰٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَٰدِرُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٥﴾. ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٦﴾. وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَٰتِ ٱلشَّيَـٰطِينِ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٧﴾. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴿سورة المؤمنون آية ٩٨﴾.
إذا قيل من ربّ المزالف والقرى وربّ الجياد الجرد قيل لخالد |
أي لمن المزالف، والملكوت الملك، وزيادة التاء للمبالغة، نحو جبروت ورهبوت، ومعنى { وَهُوَ يُجْيِرُ } أنه يغيث غيره إذا شاء ويمنعه { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي لا يمنع أحد أحداً من عذاب الله ولا يقدر على نصره وإغاثته، يقال أجرت فلاناً إذا استغاث بك فحميته، وأجرت عليه إذا حميت عنه { قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } قال الفراء والزجاج أي تصرفون عن الحق وتخدعون، والمعنى كيف يخيل لكم الحق باطلاً والصحيح فاسداً؟ والخادع لهم هو الشيطان أو الهوى أو كلاهما. ثم بين سبحانه أنه قد بالغ في الاحتجاج عليهم فقال { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِٱلْحَقّ } أي الأمر الواضح الذي يحقّ اتباعه { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } فيما ينسبونه إلى الله سبحانه من الولد والشريك، ثم نفاهما عن نفسه فقال { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } " من " في الموضعين زائدة لتأكيد النفي.
ثم بين سبحانه ما يستلزمه ما يدّعيه الكفار من إثبات الشريك، فقال { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } وفي الكلام حذف تقديره لو كان مع الله آلهة لانفرد كل إلٰه بخلقه واستبدّ به وامتاز ملكه عن ملك الآخر، ووقع بينهم التطالب والتحارب والتغالب { وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } أي غلب القويّ على الضعيف وقهره وأخذ ملكه كعادة الملوك من بني آدم، وحينئذٍ فذلك الضعيف المغلوب لا يستحق أن يكون إلٰهاً، وإذا تقرّر عدم إمكان المشاركة في ذلك، وأنه لا يقوم به إلا واحد تعين أن يكون هذا الواحد هو الله سبحانه، وهذا الدليل كما دلّ على نفي الشريك فإنه يدلّ على نفي الولد لأن الولد ينازع أباه في ملكه. ثم نزّه سبحانه نفسه فقال { سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } أي من الشريك والولد وإثبات ذلك لله عزّ وجلّ { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } أي هو مختص بعلم الغيب والشهادة، وأما غيره فهو وإن علم الشهادة لا يعلم الغيب. قرأ نافع وأبو بكر وحمزة والكسائي { عالم } بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هو عالم، وقرأ الباقون بالجرّ على أنه صفة لله أو بدل منه. وروي عن يعقوب أنه كان يخفض إذا وصل ويرفع إذا ابتدأ { فَتَعَـٰلَى } الله { عَمَّا يُشْرِكُونَ } معطوف على معنى ما تقدّم كأنه قال علم الغيب فتعالى، كقولك زيد شجاع فعظمت منزلته، أي شجع فعظمت، أو يكون على إضمار القول، أي أقول فتعالى الله، والمعنى أنه سبحانه متعالٍ عن أن يكون له شريك في الملك. { قُل رَّبّ إِمَّا تُرِيَنّى مَا يُوعَدُونَ } أي إن كان ولا بدّ أن تريني ما يوعدون من العذاب المستأصل لهم. { رَبّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي قل يا ربّ فلا تجعلني. قال الزجاج أي إن أنزلت بهم النقمة يا ربّ فاجعلني خارجاً عنهم، ومعنى كلامه هذا أن النداء معترض، و «ما» في { إما } زائدة، أي قل ربّ إن تريني، والجواب { فلا تجعلني } وذكر الربّ مرّتين مرة قبل الشرط، ومرّة بعده مبالغة في التضرع. وأمره الله أن يسأله أن لا يجعله في القوم الظالمين مع أن الأنبياء لا يكونون مع القوم الظالمين أبداً، تعليماً له صلى الله عليه وسلم من ربه كيف يتواضع، وقيل يهضم نفسه، أو لكون شؤم الكفر قد يلحق من لم يكن من أهله، كقوله{ وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً } الأنفال 25. ثم لما كان المشركون ينكرون العذاب، ويسخرون من النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا ذكر لهم ذلك، أكد سبحانه وقوعه بقوله { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَـٰدِرُونَ } أي أن الله سبحانه قادر على أن يري رسوله عذابهم، ولكنه يؤخره لعلمه بأن بعضهم سيؤمن، أو لكون الله سبحانه لا يعذبهم والرسول فيهم.
Comments
Post a Comment