0001 سورة قريش آية 1 - * تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
{ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } * { إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ } * { فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ } * { ٱلَّذِيۤ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }
{ لإِيلَـٰفِ قُرَيْشٍ } متعلق بقوله { فَلْيَعْبُدُواْ } أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين فإن قلت فلم دخلت الفاء؟ قلت لما في الكلام من معنى الشرط لأن المعنى إما لا فليعبدوه لإيلافهم، على معنى أنّ نعم الله عليهم لا تحصى، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة. وقيل المعنى عجبوا لإيلاف قريش. وقيل هو متعلق بما قبله، أي فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش، وهذا بمنزلة التضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقاً لا يصحّ إلاّ به، وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة، بلا فصل. وعن عمر أنه قرأهما في الثانية من صلاة المغرب. وقرأ في الأولى «والتين». والمعنى أنه أهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك، فيتهيبوهم زيادة تهيب، ويحترموهم فضل احترام، حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتهم، فلا يجترىء أحد عليهم، وكانت لقريش رحلتان يرحلون في الشتاء إلى اليمن، وفي الصيف إلى الشام، فيمتارون ويتجرون، وكانوا في رحلتيهم آمنين لأنهم أهل حرم الله وولاة بيته، فلا يتعرّض لهم، والناس غيرهم يتخطفون ويغار عليهم، والإيلاف من قولك آلفت المكان أولفه إيلافاً إذا ألفته، فأنا مألف. قالمِنَ الْمُؤْلِفَاتِ الرَّهْوِ غَيْرِ الأوَاركِ |
زَعَمْتُمْ أَنْ إخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ لَهُمْ إلْفٌ وَلَيْسَ لَكُمْ إلاَفُ |
وَقُرَيْشٌ هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ الْبَحْرَ بِهَا سُمِّيَتْ قُرَيْشٌ قُرَيْشاً |
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ...... |
Comments
Post a Comment