معرفة الله جل جلاله ومراتب المومنين فيها

ا   ب   ت   ث   ج   ح   خ   د   ذ   ر   ز   س   ش   ص   ض   ط   ظ   ع   غ   ف   ق   ك   ل   م   ن   و   ه   ي
A   B   C   D   E   F   G   H   I   J   K   L   M   N   O   P   Q   R   S   T   U   V   W   X   Y   Z

ان للمعرفة بالله مراتب يترقى فيها المؤمنون به(عز وجل) حتى يبلغوا الكمال فى معرفة ربهم سبحانه وتعالى وبقدر معرفتهم له (جل وعز)تكون تقواهم له,وخشيتهم منه,ومحبتهم, وطاعتهم له , وتقربهم اليه وتوسلهم.

فالمرتبه الاولى : من مراتب المعرفه بالله (عز وجل)هى مرتبة العلماء الكونيات الذين يحصلون على ايمانهم بالله , ومعرفتهم له بواسطة النظر والاستدلال بالخلق فى الكونيات , والابداع فيها فيؤمنون بخالق ذى قدرة وارادة , وعلم ويعرفونه بتلك الصفات من القدرة ,والارادة,والعلم ,والحكمة, والتدبير. غيرانهم يجهلون من اسمائه تعالى وصفاته ما به تعظم محبتهم له ,وخشيتهم منه ,وطلب التقرب اليه,والمنزلة عنده,وذلك لعدم ايمانهم بكتابه ورشوله ,اذ به تتم المعرفة الحقة لله سبحانه وتعال .

وهؤلاء قد ينفعهم ايمانه فى الحياة الدنيا بقدر ما اثمر لهم من تعظيم لله تعالى ,ومحبة فيه ,وقد ينفعهم فى الاخرة بتخفيف العذاب عنهم.

 

المرتبة الثانية: من مراتب معرفة الله (عز وجل) هى مراتب اهل الايمان الحاصل لهم عن طريق الشعور الفطرى , واستفاضة الاخبار بوجود الله تعالى وشهرتها , ومرتبة هؤلاء فى معرفتهم بالله تعالى اضعف مراتب المعرفة ,وصاحبها اقل المؤمنين تقوى لله عزوجل ,ومحبةله,وخشية منه,واولئك كعوام المؤمنين من اتباع الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين .

 

والمرتبة الثالثة:هى معرفة المؤمنين من اهل الشرائع الالهيه,وهى مرتبه عالية فى معرفةالله تعالى والايمان به.حيث عرف اهلها الله تعالى بطريق اخبار العارفين به .والمبلغين عنهوكما عرفوه عز وجل بواسطة الشواهد والبراهين, التى اقامها (سبحانه وتعالى)لمعرفته بواسطة الادلة والاعلام التى نصبها لذلك ,فهؤلاءالمؤمنو ن اكثر الناس محبة لله ,وطاعة له وخشية منه,وهم المعنيون بقوله تعالى .(انما يخشى الله من عباده العلماء )

والمرتبة الرابعة.هى مر تبة معرفة الانبياءوالمرسلين بالله تعالى, وهى مرتبة اعلى من سابقتها,واتم واكمل من كل مراتب المعر فة بالله عز وجل والايمان به وحبه وخشيته وطاعته,و الاستقامة على منهجه ,وتحقيقاللعبودية,واداء لحقوق الربوبية والالوهية , لان اهلها جمعوا بين صفاء الفطرة, وسلامتها من التلوث بالاثام قبل نبوتهم ,ورسالتهم ,وبعد اصطفائهم للرسالات ,وتشريفهم بحملها وابلاغها لمن ارسلو ا اليهم ,وبين المعرفة المكسبة بالنظر والاستدلال بالبراهين العقلية ,وبين العلم اليقينى ,لتلقيهم عن الله تعالى وحيه, ولما اظهره على ايديهم من عظيم المعجزات, وخوارق العادات ,ولما خصهم به من معارف ,باسمائه وصفاته ما كانوا به اكمل المؤمنين ايمانا,واقواهم يقينا,واكثرهم له تعالى محبة وطاعة.واشدهم له تقوى وخشية.

كما قال امامهم وخاتمهم محمد-صلى الله عليه وسلم- وهو يخاطب اكمل الناس ايمانا بالله ومعرفة له بعد الانبياء والمرسلين -وهم صحابته رضوان الله عليهم-:((فوالله انى لاعلمكم بالله واشدكم له خشية))

 

منقول من كتاب عقيدة المؤمن

لابو بكر جابر الجزائرى


Comments

Popular posts from this blog

Joker (2019 film) From Wikipedia, the free encyclopedia