متابعة المأموم لإمام يسجد للسهو بعد السلام

ا   ب   ت   ث   ج   ح   خ   د   ذ   ر   ز   س   ش   ص   ض   ط   ظ   ع   غ   ف   ق   ك   ل   م   ن   و   ه   ي
A   B   C   D   E   F   G   H   I   J   K   L   M   N   O   P   Q   R   S   T   U   V   W   X   Y   Z
<a href="mailto:d_almakdob@hotmail.com">d_almakdob@hotmail.com</a> إن كان سجود الإمام بعد السلام والمأموم مسبوقا فهل يلزم المأموم متابعة إمامه والحالة هذه؟ علما بأن السلام الأول هو ختام الصلاة وهو ركن منها، والسلام الثاني بعد السجود سلام ختام سجود السهو والمسبوق لم يكمل صلاته بعد، لذا فإن الصحيح في هذه المسألة والعلم عند الله أن الإمام إذا سجد بعد السلام لا يلزم المأموم المسبوق متابعته لأن المتابعة متعذرة، فإن الإمام ومن معه من المأمومين يسلمون لختام صلاتهم وسجود السهو في حكم المنفصل والمأموم المسبوق لا يصح منه اختتام الصلاة بالتسليم ولما يتمها بعد، لذا فإنه بمجرد سلام إمامه ينفصل عنه، ويقوم ليتم ما فاته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا". وإذا كان المأموم مسبوقا وسها في صلاته مع الإمام بأن نسي تسبيح الركوع أو السجود أو فيما انفرد به من القضاء، فإنه يجب عليه سجود السهو لأنه انفصل عن إمامه فإذا سجد للسهو لا تتحقق فيه مخالفة الإمام المنهي عنها في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا على إمامكم"، فالمسبوق مأموم أول صلاته منفرد آخرها وتصح إمامته، فلو صلى معه آخر لصحت إمامته كما تصح من المنفرد. إن نسي من وجب عليه سجود السهو السجود له فإن ذكر في وقت قريب من الصلاة سجد وإن طال الفصل سقط عنه بأن خرج من المسجد فإنه لا يرجع للمسجد فيسقط عنه بخلاف ما إذا سلم قبل إتمام الصلاة فإنه يرجع ويكمل وقال شيخ الإسلام بل يسجد ولو طال الزمن لأن هذا جابر للنقص الذي حصل، فمن ذكره جبره. والأظهر أنه يسقط إذا طال الفصل لأن سجود السهو شرع جبرانا للنقصان، ومن شأن الجابر أن يتصل بمن يجبره وليتم النقص فإذا وجد الفارق لعذر شرعي وهو النسيان سقط. والذي أود أن أؤكده أن سجود السهو شرع لسد خلل حصل من المصلي في صلاته، ومن شأن من قصر في أمر حريص عليه أن يؤنب نفسه ويجتهد في إكمال ما بقي من صلاته، أما استسلام المصلي لتلاعب الشيطان به في عبادته التي يناجي فيها ربه حتى أنساه الجابر لخلل صلاته هو في حقيقة الأمر نقص آخر لا يقع إلا من صاحب قلب لاهٍ في صلاته، وبالتالي لا تتحقق الغاية التي لأجلها جلها شرعت الصلاة فقد ربط الله الفلاح بالخشوع في الصلاة "قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" ومفهوم المخالفة هنا أن من لم يكن خاشعا في صلاته مقبلا فيها على ربه فليس من أهل الفلاح ولا يقبل الله الدعاء من قلب لاه والمؤمن في صلاته في سؤال لله أن يقبل عبادته ويرفع درجته ويظهر الافتقار والذل لخالقه والمسكنة والخضوع لمولاه فأنى هذا من مصلٍ فكره يهيم في كل واد حتى ذهل عما يجبر ما وقع في صلاته من خلل فالله المستعان. ما أحوجنا جميعا لأن نحاسب أنفسنا قبل الصلاة وبعدها ونستشعر أثر هذه العبادة في قلوبنا وفي حياتنا فهي حتما مؤثرة إذا أديت بشروطها وأركانها وخشعت الجوارح في أدائها وفقنا الله وإياك لرضا الله وإلى الملتقى والسلام.

Comments

Popular posts from this blog

Joker (2019 film) From Wikipedia, the free encyclopedia