0049 سورة الكهف آية 49
وَوُضِعَ ٱلْكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَـٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَـٰبِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّآ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرًاۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿سورة الكهف آية ٤٩﴾.
Terjemahan Tafsir Ibnu Kathir - Surah Al Kahfi Ayat 47 - 49 / asasasas / BACAAN / PETUNJUK AYAT / Youtube
as
as
Dan "Kitab-kitab Amal" juga tetap akan dibentangkan, maka engkau akan melihat orang-orang yang berdosa itu, merasa takut akan apa yang tersurat di dalamnya; dan mereka akan berkata:" Aduhai celakanya kami, mengapa kitab ini demikian keadaannya? Ia tidak meninggalkan yang kecil atau yang besar, melainkan semua dihitungnya!" Dan mereka dapati segala yang mereka kerjakan itu sedia (tertulis di dalamnya); dan (ingatlah) Tuhanmu tidak berlaku zalim kepada seseorangpun.
(Dan diletakkanlah kitab) yaitu kitab catatan amal perbuatan setiap orang; bagi orang-orang Mukmin diterima di sebelah kanannya, dan bagi orang-orang kafir di sebelah kirinya (lalu kamu akan melihat orang-orang yang berdosa) orang-orang kafir (ketakutan) merasa takut (terhadap apa yang tertulis di dalamnya, dan mereka berkata) sewaktu mereka melihat kesalahan-kesalahan yang terdapat di dalam kitab catatan amal masing-masing. (Aduhai) ungkapan rasa kecewa (celakalah kami) binasalah kami; lafal Wailata adalah Mashdar yang tidak mempunyai Fi'il dari lafal asalnya (kitab apakah ini yang tidak meninggalkan yang kecil dan tidak pula yang besar) dari dosa-dosa kami (melainkan ia mencatat semuanya)" semuanya telah tercatat dan terbukti di dalamnya; mereka merasa takjub akan hal tersebut (dan mereka dapati apa yang telah mereka kerjakan ada) tertulis di dalam catatan kitab-kitab mereka. (Dan Rabbmu tidak menganiaya seorang jua pun) Dia tidak akan menghukum seseorang tanpa dosa, dan Dia tidak akan mengurangi pahala orang Mukmin.
Mereka akan menerima, melalui tangan masing-masing, buku yang berisi catatan amal perbuatan. Orang-orang yang beriman akan bergembira melihat isi catatan-catatan itu, sedangkan orang-orang yang ingkar akan merasa takut oleh perbuatan-perbuatan buruk mereka. Mereka berkata, "Inilah hari kehancuranku. Aku merasa heran, kitab ini tidak melalaikan sedikit pun perbuatanku, baik yang kecil ataupun yang besar. Semua telah tercatat." Mereka mendapatkan balasan dari apa yang mereka perbuat. Dan Allah sedikit pun tidak berbuat zalim kepada hamba-Nya.
Dan diletakkanlah kitab, lalu kamu akan melihat orang-orang bersalah ketakutan terhadap apa yang (tertulis) di dalamnya, dan mereka berkata: "Aduhai celaka kami, kitab apakah ini yang tidak meninggalkan yang kecil dan tidak (pula) yang besar, melainkan ia mencatat semuanya; dan mereka dapati apa yang telah mereka kerjakan ada (tertulis). Dan Tuhanmu tidak menganiaya seorang juapun".
الإعراب الميسر — شركة الدار العربية
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا﴾ [الكهف ٤٩]﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه﴾: الواو عاطفة، ووضع فعل ماض مبني لما لم يسمَّ فاعله، والكتاب نائب فاعل، ﴿فترى﴾ الفاء عاطفة، وترى فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره: أنت، والمجرمين مفعول به أول، ومشفقين مفعول به ثان، والرؤية هنا علمية، أو الرؤية بصرية و﴿مشفقين﴾ حال، و﴿مما﴾ جار ومجرور متعلقان بـ﴿مشفقين﴾، و﴿فيه﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
﴿ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾: الواو عاطفة، ويقولون عطف، ويا حرف نداء، وويلتنا منادى، و﴿ما﴾ اسم استفهام مبتدأ، و﴿لهذا﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، والكتاب بدل، وجملة ﴿لا يغادر﴾ حالية، وصغيرة مفعول به، ﴿ولا كبيرة﴾ عطف على صغيرة، وإلا أداة حصر، وجملة ﴿أحصاها﴾ صفة لـ﴿صغيرة﴾، أو مفعول ثان لـ﴿يغادر﴾، لأنها بمعنى ترك وهي تنصب مفعولين.
﴿ووجدوا ما عملوا حاضرا﴾: الواو عاطفة، ووجدوا فعل وفاعل، و﴿ما﴾ مفعول به، وجملة عملوا صلة ﴿ما﴾ لا محل لها من الإعراب، أو ﴿ما﴾ مصدرية، والمصدر المؤول مفعول به، أي: وجدوا عملهم، وحاضرًا مفعول به ثان.
﴿ولا يظلم ربك أحدا﴾: الواو استئنافية والجملة بعدها مستأنفة لا محل لها من الإعراب، أو الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال، و﴿لا﴾ نافية، و﴿يظلم﴾ فعل مضارع، و﴿ربك﴾ فاعل، و﴿أحدا﴾ مفعول به.
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا﴾ [الكهف ٤٩]
﴿ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه﴾: الواو عاطفة، ووضع فعل ماض مبني لما لم يسمَّ فاعله، والكتاب نائب فاعل، ﴿فترى﴾ الفاء عاطفة، وترى فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره: أنت، والمجرمين مفعول به أول، ومشفقين مفعول به ثان، والرؤية هنا علمية، أو الرؤية بصرية و﴿مشفقين﴾ حال، و﴿مما﴾ جار ومجرور متعلقان بـ﴿مشفقين﴾، و﴿فيه﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة الموصول، وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
﴿ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾: الواو عاطفة، ويقولون عطف، ويا حرف نداء، وويلتنا منادى، و﴿ما﴾ اسم استفهام مبتدأ، و﴿لهذا﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، والكتاب بدل، وجملة ﴿لا يغادر﴾ حالية، وصغيرة مفعول به، ﴿ولا كبيرة﴾ عطف على صغيرة، وإلا أداة حصر، وجملة ﴿أحصاها﴾ صفة لـ﴿صغيرة﴾، أو مفعول ثان لـ﴿يغادر﴾، لأنها بمعنى ترك وهي تنصب مفعولين.
﴿ووجدوا ما عملوا حاضرا﴾: الواو عاطفة، ووجدوا فعل وفاعل، و﴿ما﴾ مفعول به، وجملة عملوا صلة ﴿ما﴾ لا محل لها من الإعراب، أو ﴿ما﴾ مصدرية، والمصدر المؤول مفعول به، أي: وجدوا عملهم، وحاضرًا مفعول به ثان.
﴿ولا يظلم ربك أحدا﴾: الواو استئنافية والجملة بعدها مستأنفة لا محل لها من الإعراب، أو الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال، و﴿لا﴾ نافية، و﴿يظلم﴾ فعل مضارع، و﴿ربك﴾ فاعل، و﴿أحدا﴾ مفعول به.
﴿ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها﴾: الواو عاطفة، ويقولون عطف، ويا حرف نداء، وويلتنا منادى، و﴿ما﴾ اسم استفهام مبتدأ، و﴿لهذا﴾ جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، والكتاب بدل، وجملة ﴿لا يغادر﴾ حالية، وصغيرة مفعول به، ﴿ولا كبيرة﴾ عطف على صغيرة، وإلا أداة حصر، وجملة ﴿أحصاها﴾ صفة لـ﴿صغيرة﴾، أو مفعول ثان لـ﴿يغادر﴾، لأنها بمعنى ترك وهي تنصب مفعولين.
﴿ووجدوا ما عملوا حاضرا﴾: الواو عاطفة، ووجدوا فعل وفاعل، و﴿ما﴾ مفعول به، وجملة عملوا صلة ﴿ما﴾ لا محل لها من الإعراب، أو ﴿ما﴾ مصدرية، والمصدر المؤول مفعول به، أي: وجدوا عملهم، وحاضرًا مفعول به ثان.
﴿ولا يظلم ربك أحدا﴾: الواو استئنافية والجملة بعدها مستأنفة لا محل لها من الإعراب، أو الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال، و﴿لا﴾ نافية، و﴿يظلم﴾ فعل مضارع، و﴿ربك﴾ فاعل، و﴿أحدا﴾ مفعول به.
إعراب القرآن للدعاس — قاسم - حميدان - دعاس
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا ٤٩ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا ٥٠﴾ [الكهف ٤٩-٥٠]﴿وَوُضِعَ الْكِتابُ﴾ الواو عاطفة وماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجملة معطوفة ﴿فَتَرَى﴾ الفاء عاطفة ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر ﴿الْمُجْرِمِينَ﴾ مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ﴿مُشْفِقِينَ﴾ حال منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم ﴿مِمَّا﴾ ما موصولية ومتعلقان بمشفقين ﴿فِيهِ﴾ متعلقان بمحذوف صلة ﴿وَيَقُولُونَ﴾ الواو عاطفة ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة ﴿يا﴾ حرف تنبيه ﴿وَيْلَتَنا﴾ مفعول مطلق وهو مصدر لا فعل له ﴿ما﴾ اسم استفهام مبتدأ ﴿لِهذَا﴾ ذا اسم إشارة في محل جر باللام متعلقان بمحذوف خبر والها للتنبيه ﴿الْكِتابُ﴾ بدل أو عطف بيان والجملة مقول القول ﴿لا يُغادِرُ﴾ لا نافية يغادر مضارع فاعله مستتر والجملة حالية ﴿صَغِيرَةً﴾ مفعول به ﴿وَلا كَبِيرَةً﴾ معطوف عليه ﴿إِلَّا﴾ أداة حصر ﴿أَحْصاها﴾ ماض فاعله مستتر والها مفعول به والجملة صفة لصغيرة ﴿وَوَجَدُوا﴾ الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة ﴿ما﴾ اسم موصول مفعول به ﴿عَمِلُوا﴾ ماض وفاعله والجملة صلة ﴿حاضِراً﴾ مفعول به ثان ﴿وَلا﴾ الواو حالية ولا نافية ﴿يَظْلِمُ رَبُّكَ﴾ مضارع وفاعله والكاف مضاف إليه ﴿أَحَداً﴾ مفعول به والجملة حالية ﴿وَإِذْ﴾ الواو استئنافية وإذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر ﴿قُلْنا﴾ ماض وفاعله والجملة مضاف إليه ﴿لِلْمَلائِكَةِ﴾ متعلقان بقلنا ﴿اسْجُدُوا﴾ أمر وفاعله والجملة مقول القول ﴿لِآدَمَ﴾ متعلقان باسجدوا وآدم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف ﴿فَسَجَدُوا﴾ الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة ﴿إِلَّا﴾ أداة استثناء ﴿إِبْلِيسَ﴾ مستثنى بإلا منصوب ﴿كانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ كان واسمها المحذوف والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف والجملة حالية ﴿فَفَسَقَ﴾ ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة ﴿عَنْ أَمْرِ﴾ متعلقان بفسق ﴿رَبِّهِ﴾ مضاف إليه والهاء مضاف إليه ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ﴾ الهمزة للاستفهام ومضارع وفاعله ومفعوله الأول والجملة مستأنفة ﴿وَذُرِّيَّتَهُ﴾ معطوفة على الهاء ﴿أَوْلِياءَ﴾ مفعول ثان ﴿مِنْ دُونِي﴾ متعلقان بأولياء ﴿وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ مبتدأ وخبر والجملة حالية والجار والمجرور متعلقان بعدو ﴿بِئْسَ﴾ ماض لإنشاء الذم وفاعله مستتر والجملة مستأنفة ﴿لِلظَّالِمِينَ﴾ متعلقان ببدلا ﴿بَدَلًا﴾ تمييز.
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا ٤٩ وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا ٥٠﴾ [الكهف ٤٩-٥٠]
﴿وَوُضِعَ الْكِتابُ﴾ الواو عاطفة وماض مبني للمجهول ونائب فاعله والجملة معطوفة ﴿فَتَرَى﴾ الفاء عاطفة ومضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وفاعله مستتر ﴿الْمُجْرِمِينَ﴾ مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ﴿مُشْفِقِينَ﴾ حال منصوبة بالياء لأنها جمع مذكر سالم ﴿مِمَّا﴾ ما موصولية ومتعلقان بمشفقين ﴿فِيهِ﴾ متعلقان بمحذوف صلة ﴿وَيَقُولُونَ﴾ الواو عاطفة ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة ﴿يا﴾ حرف تنبيه ﴿وَيْلَتَنا﴾ مفعول مطلق وهو مصدر لا فعل له ﴿ما﴾ اسم استفهام مبتدأ ﴿لِهذَا﴾ ذا اسم إشارة في محل جر باللام متعلقان بمحذوف خبر والها للتنبيه ﴿الْكِتابُ﴾ بدل أو عطف بيان والجملة مقول القول ﴿لا يُغادِرُ﴾ لا نافية يغادر مضارع فاعله مستتر والجملة حالية ﴿صَغِيرَةً﴾ مفعول به ﴿وَلا كَبِيرَةً﴾ معطوف عليه ﴿إِلَّا﴾ أداة حصر ﴿أَحْصاها﴾ ماض فاعله مستتر والها مفعول به والجملة صفة لصغيرة ﴿وَوَجَدُوا﴾ الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة ﴿ما﴾ اسم موصول مفعول به ﴿عَمِلُوا﴾ ماض وفاعله والجملة صلة ﴿حاضِراً﴾ مفعول به ثان ﴿وَلا﴾ الواو حالية ولا نافية ﴿يَظْلِمُ رَبُّكَ﴾ مضارع وفاعله والكاف مضاف إليه ﴿أَحَداً﴾ مفعول به والجملة حالية ﴿وَإِذْ﴾ الواو استئنافية وإذ ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره اذكر ﴿قُلْنا﴾ ماض وفاعله والجملة مضاف إليه ﴿لِلْمَلائِكَةِ﴾ متعلقان بقلنا ﴿اسْجُدُوا﴾ أمر وفاعله والجملة مقول القول ﴿لِآدَمَ﴾ متعلقان باسجدوا وآدم مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف ﴿فَسَجَدُوا﴾ الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة ﴿إِلَّا﴾ أداة استثناء ﴿إِبْلِيسَ﴾ مستثنى بإلا منصوب ﴿كانَ مِنَ الْجِنِّ﴾ كان واسمها المحذوف والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف والجملة حالية ﴿فَفَسَقَ﴾ ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة ﴿عَنْ أَمْرِ﴾ متعلقان بفسق ﴿رَبِّهِ﴾ مضاف إليه والهاء مضاف إليه ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ﴾ الهمزة للاستفهام ومضارع وفاعله ومفعوله الأول والجملة مستأنفة ﴿وَذُرِّيَّتَهُ﴾ معطوفة على الهاء ﴿أَوْلِياءَ﴾ مفعول ثان ﴿مِنْ دُونِي﴾ متعلقان بأولياء ﴿وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ﴾ مبتدأ وخبر والجملة حالية والجار والمجرور متعلقان بعدو ﴿بِئْسَ﴾ ماض لإنشاء الذم وفاعله مستتر والجملة مستأنفة ﴿لِلظَّالِمِينَ﴾ متعلقان ببدلا ﴿بَدَلًا﴾ تمييز.
تحليل كلمات القرآن
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا﴾ [الكهف ٤٩]• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿وُضِعَ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، لم يسمّ فاعله، من مادّة (وضع)، غائب، مذكر، مفرد.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبُ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مرفوع.
• ﴿فَ﴾ حرف عطف، ﴿تَرَى﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (رأي)، مخاطب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿مُجْرِمِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (جرم)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مُشْفِقِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (شفق)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مِ﴾ حرف جر، ﴿مَّا﴾ اسم موصول.
• ﴿فِي﴾ حرف جر، ﴿هِ﴾ ضمير، غائب، مذكر، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿يَقُولُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (قول)، غائب، مذكر، جمع، مرفوع، ﴿ونَ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿يَٰ﴾ حرف نداء، ﴿وَيْلَتَ﴾ اسم، مرفوع، ﴿نَا﴾ ضمير، متكلم، جمع.
• ﴿مَالِ﴾ استفهامية.
• ﴿هَٰ﴾ حرف تنبيه، ﴿ذَا﴾ اسم اشارة، مذكر، مفرد.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبِ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مجرور.
• ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يُغَادِرُ﴾ فعل مضارع من مزيد الرباعي باب (فاعَلَ)، من مادّة (غدر)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿صَغِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (صغر)، مؤنث، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿كَبِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (كبر)، مؤنث، مفرد، نكرة، منصوب.
• ﴿إِلَّآ﴾ أداة حصر.
• ﴿أَحْصَىٰ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (حصي)، غائب، مذكر، مفرد، ﴿هَا﴾ ضمير، غائب، مؤنث، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿وَجَدُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (وجد)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿مَا﴾ اسم موصول.
• ﴿عَمِلُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (عمل)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿حَاضِرًا﴾ اسم فاعل الثلاثي مجرد، من مادّة (حضر)، مذكر، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يَظْلِمُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (ظلم)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿رَبُّ﴾ اسم، من مادّة (ربب)، مذكر، مرفوع، ﴿كَ﴾ ضمير، مخاطب، مذكر، مفرد.
• ﴿أَحَدًا﴾ اسم، من مادّة (أحد)، مذكر، نكرة، منصوب.
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا﴾ [الكهف ٤٩]
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿وُضِعَ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، لم يسمّ فاعله، من مادّة (وضع)، غائب، مذكر، مفرد.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبُ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مرفوع.
• ﴿فَ﴾ حرف عطف، ﴿تَرَى﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (رأي)، مخاطب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿مُجْرِمِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (جرم)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مُشْفِقِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (شفق)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مِ﴾ حرف جر، ﴿مَّا﴾ اسم موصول.
• ﴿فِي﴾ حرف جر، ﴿هِ﴾ ضمير، غائب، مذكر، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿يَقُولُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (قول)، غائب، مذكر، جمع، مرفوع، ﴿ونَ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿يَٰ﴾ حرف نداء، ﴿وَيْلَتَ﴾ اسم، مرفوع، ﴿نَا﴾ ضمير، متكلم، جمع.
• ﴿مَالِ﴾ استفهامية.
• ﴿هَٰ﴾ حرف تنبيه، ﴿ذَا﴾ اسم اشارة، مذكر، مفرد.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبِ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مجرور.
• ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يُغَادِرُ﴾ فعل مضارع من مزيد الرباعي باب (فاعَلَ)، من مادّة (غدر)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿صَغِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (صغر)، مؤنث، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿كَبِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (كبر)، مؤنث، مفرد، نكرة، منصوب.
• ﴿إِلَّآ﴾ أداة حصر.
• ﴿أَحْصَىٰ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (حصي)، غائب، مذكر، مفرد، ﴿هَا﴾ ضمير، غائب، مؤنث، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿وَجَدُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (وجد)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿مَا﴾ اسم موصول.
• ﴿عَمِلُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (عمل)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿حَاضِرًا﴾ اسم فاعل الثلاثي مجرد، من مادّة (حضر)، مذكر، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يَظْلِمُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (ظلم)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿رَبُّ﴾ اسم، من مادّة (ربب)، مذكر، مرفوع، ﴿كَ﴾ ضمير، مخاطب، مذكر، مفرد.
• ﴿أَحَدًا﴾ اسم، من مادّة (أحد)، مذكر، نكرة، منصوب.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبُ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مرفوع.
• ﴿فَ﴾ حرف عطف، ﴿تَرَى﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (رأي)، مخاطب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿مُجْرِمِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (جرم)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مُشْفِقِينَ﴾ اسم فاعل مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (شفق)، مذكر، جمع، منصوب.
• ﴿مِ﴾ حرف جر، ﴿مَّا﴾ اسم موصول.
• ﴿فِي﴾ حرف جر، ﴿هِ﴾ ضمير، غائب، مذكر، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿يَقُولُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (قول)، غائب، مذكر، جمع، مرفوع، ﴿ونَ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿يَٰ﴾ حرف نداء، ﴿وَيْلَتَ﴾ اسم، مرفوع، ﴿نَا﴾ ضمير، متكلم، جمع.
• ﴿مَالِ﴾ استفهامية.
• ﴿هَٰ﴾ حرف تنبيه، ﴿ذَا﴾ اسم اشارة، مذكر، مفرد.
• ﴿ٱلْ﴾، ﴿كِتَٰبِ﴾ اسم، من مادّة (كتب)، مذكر، مجرور.
• ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يُغَادِرُ﴾ فعل مضارع من مزيد الرباعي باب (فاعَلَ)، من مادّة (غدر)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿صَغِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (صغر)، مؤنث، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿كَبِيرَةً﴾ اسم، من مادّة (كبر)، مؤنث، مفرد، نكرة، منصوب.
• ﴿إِلَّآ﴾ أداة حصر.
• ﴿أَحْصَىٰ﴾ فعل ماض مزيد الرباعي باب (أَفْعَلَ)، من مادّة (حصي)، غائب، مذكر، مفرد، ﴿هَا﴾ ضمير، غائب، مؤنث، مفرد.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿وَجَدُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (وجد)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿مَا﴾ اسم موصول.
• ﴿عَمِلُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (عمل)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
• ﴿حَاضِرًا﴾ اسم فاعل الثلاثي مجرد، من مادّة (حضر)، مذكر، نكرة، منصوب.
• ﴿وَ﴾ حرف عطف، ﴿لَا﴾ حرف نفي.
• ﴿يَظْلِمُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (ظلم)، غائب، مذكر، مفرد، مرفوع.
• ﴿رَبُّ﴾ اسم، من مادّة (ربب)، مذكر، مرفوع، ﴿كَ﴾ ضمير، مخاطب، مذكر، مفرد.
• ﴿أَحَدًا﴾ اسم، من مادّة (أحد)، مذكر، نكرة، منصوب.
اللباب في علوم الكتاب — ابن عادل (٨٨٠ هـ)
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا ٤٥ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا ٤٦ وَیَوۡمَ نُسَیِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةࣰ وَحَشَرۡنَـٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدࣰا ٤٧ وَعُرِضُوا۟ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفࣰّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدࣰا ٤٨ وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا ٤٩﴾ [الكهف ٤٥-٤٩]قوله تعالى: ﴿واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا﴾ الآية.
أي: واضرب، يا محمد، لهؤلاء الذين افتخروا بأموالهم، وأنصارهم على فقراء المسلمين ﴿مَّثَلَ الحياة الدنيا﴾ ثم ذكر المثل فقال: ﴿كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ .
قوله: ﴿كَمَآءٍ﴾ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون خبر مبتدأ محذوف، فقدَّره ابن عطيَّة هي، أي: الحياة الدنيا.
والثاني: أنه متعلق بمعنى المصدر، أي: ضرباً كماء، قاله الحوفيُّ. وهذا بناء منهما على أن «ضرب» هذه متعدية لواحدٍ فقط.
والثالث: أنه في موضع المفعول الثاني ل «اضْرِبْ» لأنها بمعنى طصَيِّرْ «وقد تقدم.
قال أبو حيان بعدما نقل قولي ابن عطيَّة والحوفيِّ:» وأقول: إنَّ «كماءٍ» في موضع المفعول الثاني لقوله «واضْرِبْ» ، أي: وصيِّر لهم مثل الحياة، أي: صفتها شبه ماء» . قال شهاب الدين: وهذا قد سبقه إليه أبو البقاء.
و «أنْزَلنَاهُ» صفة ل «مَاءٍ» .
قوله: «فاخْتلَطَ به» يجوز في هذه الباء وجهان:
أحدهما: أن تكون سببية.
الثاني: أن تكون متعدِّية، قال الزخشري: «فالتفَّ بسببه، وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً، وقيل: تجمع الماء في النبات؛ حتى روي ورَفَّ رفيفاً، وكان حق اللفظ على هذا التفسير: فاختلط بنباتِ الأرض، ووجه صحته: أنَّ كلَّ مختلطين موصوف كل واحدٍ منهما بصفةِ الآخر» .
قوله: ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيماً﴾ » أصْبَحَ «يجوز أن تكون على بابها؛ فإنَّ أكثر ما يطرقُ من الآفاتِ صباحاً؛ كقوله: ﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾ [الكهف: 42] ويجوز أن تكون بمعنى» صار «من غير تقييدٍ بصباحٍ؛ كقوله: [المنسرح]
3533 - أصْبَحَتُ لا أحْمِلُ السِّلاحَ ولاَ ... أمْلِكُ رَأسَ البعيرِ إنْ نَفرَا
والهشيمُ: واحده هشيمة، وهو اليابس، وقال الزجاج وابن قتيبة: كل ما كان رطباً، فيَبِسَ، ومنه ﴿كَهَشِيمِ المحتظر﴾ [القمر: 31] ومنه: حشمتُ الفتَّ والهشيم: المتفتِّت المتكسِّر، ومنه هشمت أنفه، وهشَمَ الثَّريدَ: إذا فتَّه.
قال: [الكامل]
3534 - عَمْرُو الَّذي هَشمَ الثَّريدَ لقَومهِ ... ورِجَالُ مَكَّةَ مُسنتُونَ عِجَاف
قوله:» تَذرُوهُ «صفة ل» هَشِيماً «والذَّرْوُ: التفريق، وقيل: الرفع.
والعامة» تَذْروهُ «بالواو، وقرأ عبد الله» تَذْريه «من الذَّري، ففي لامه لغتان: الواو والياء، وقرأ ابن عبَّاس» تُذْريهِ «بضمِّ التاء من الإذراءِ، وهذه تحتمل أن تكون من الذَّرْوِ، وأن تكون من الذَّري، والعامة على» الرَّياحِ «جمعاً، وزيد بن عليِّ، والحسنُ، والنخعيُّ في آخرين» الرِّيحُ «بالإفراد.
* فصل في معنى ألفاظ الآية
و» مَثَل «معنى المثل، قال ابن عباسٍ: يعني بالماءِ المطر، نزل من السماء ﴿فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ خرج من كل لون وزهرة،» فأصْبحَ «عن قريب» هَشِيماً «يابساً.
وقال الضحاك: كسيراً.
«تَذْروهُ الرِّياحُ» :
قال ابن عباس: تذريه.
وقال أبو عبيدة: تفرّقه.
وقال القتبي: تنسفه.
قوله: ﴿وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً﴾ قادراً بتكوينه أولاً، وتنميته وسطاً، وإبطاله آخراً، فأحوال الدنيا كذلك تظهرُ أولاً في غاية الحسن والنَّضارة، ثم تتزايد قليلاً قليلاً، ثم تأخذ في الانحطاط إلى أن تنتهي إلى الفناء والذَّهاب، ومثل هذا الشيء ليس للعاقل أن يبتهج به.
* فصل في حسن ترتيب الآيات
قوله تعالى: ﴿المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ الآية.
لما بيّن تعالى أنَّ الدنيا سريعة الانقراض والانقضاء مشرفة على الزَّوال والبوار والفناء، بيَّن تعالى أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، والمقصود منه إدخال هذا الجزئيِّ تحت ذلك الكليِّ، فينعقد به قياسٌ بيِّن الإنتاج، وهو أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، وكل ما كان زينة الحياة الدنيا، فهو سريعُ الانقضاءِ والانقراضِ، ومن اليقين البديهيِّ، أن ما كان كذلك، فإنه يقبح بالعاقل أن يفتخر به، أو يقيم له في نظره وزناً، فهذا برهان باهرٌ على فساد قول المشركين الذين افتخروا بكثرة الأموال والولاد على فقراء [المؤمنين] .
قوله: ﴿زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ على التثنية، وسقطت ألفها لفظاً لالتقاء الساكنين، فيتوهم أنه قرئ بنصب «زينة الحياة» .
* فصل في بيان رجحان فقراء المؤمنين على أغنياء الكفار
لما أقام البرهان على فساد قول المشركين، ذكر ما يدلُّ على رجحان أولئك الفقراء على أغنياء الكفَّار، فقال: ﴿والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ﴾ .
وبيان هذا الدليل: أنَّ خيرات الدنيا [منقرضة] ، وخبرات الآخرة باقيةٌ دائمةٌ، والدائم الباقي خيرٌ من المنقرضِ الزائل، وهذا معلومٌ بالضَّرورة.
قال علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: المال والبنون حرث الحياة الدنيا، والأعمال الصالحة حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوامٍ
وقال ابن عبَّاس وعكرمة ومجاهد: الباقيات الصالحات هي قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «أفْضَلُ الكلامِ أربعٌ: سُبْحانَ الله، والحَمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرْ» .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أكثروا من البَاقيَاتِ الصَّالحاتِ قيل: وما هُنَّ يَا رسُول الله؟ قال: الملة. قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التَّكبيرُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلِّ العظيم» .
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم ويروى أيضاً عن ابن عباس: البَاقيَاتُ الصَّالحاتُ: الصلوات الخَمْسُ.
وقال قتادة: ويروى أيضاً عن ابن عبَّاس أنَّها الأعمال الصالحة ﴿خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً﴾ جزاء ﴿وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ أي: ما يؤمِّله الإنسان.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ الآية.
لما بيَّن خساسة الدُّنيا، وشرف القيامة، أراد أن يعيِّن أحوال القيامةِ.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ﴾ : «يَوْمَ» منصوب بقولٍ مضمرٍ بعده، تقديره: نقول لهم يوم نسيِّر الجبالك لقد جئتمونا، وقيل: بإضمار «اذْكُرْ» وقيل: هو معطوف على «عِنْدَ ربِّكَ» فيكون معمولاً لقوله «خَيْرٌ» .
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بضمِّ التاء، وفتح الياء مبنياً للمفعول، «الجِبَالُ» بالرفع؛ لقيامه مقام الفاعل، وحذف الفاعل؛ للعلم به، وهو الله، أو من يأمره من الملائكة، وهذه القراءة موافقةٌ لما اتُّفقَ عليه في قوله ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ [النبأ: 20] ، ويؤيِّدها قراءة عبد الله هنا ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ فعلاً ماضياً مبنياً للمفعول.
والباقون «نُسيِّرُ» بنون العظمة، والياء مكسورة من «سَيَّرَ» بالتشديد؛ «الجبالَ» بالنصب على المفعول به، وهذه القراءة مناسبة لما بعدها من قوله ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ .
وقرأ الحسن كقراءة ابن كثير، ومن ذكر معه إلاَّ أنه بالياء من تحت؛ لأنَّ التأنيث مجازيٌّ وقرأ ابن محيصن، ورواها محبوب عن أبي عمرو: [ «تسير» ] بفتح التاء من فوق ساكن الياء، من سارت تسير، و «الجِبَالُ» بالرفع على الفاعلية.
قوله: ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ «بَارِزَةً» حالٌ؛ إذ الرؤية بصرية، وقرأ عيسى ﴿وتُرَى الأرضُ﴾ مبنيًّا للمفعول، و «الأرضُ» قائمة مقام الفاعل.
قوله: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ﴾ فيه ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ماضٍ، يراد به المستقبل، أي: ونحشرهم، وكذلك ﴿وَعُرِضُوا﴾ [الكهف: 48] و ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ [الكهف: 49] .
والثاني: أن تكون الواو للحالِ، والجملة في محلِّ النصب، أي: نفعل التسيير في حال حشرهم؛ ليشاهدوا تلك الأهوال.
والثالث: قال الزمخشري: «فإن قلت: لِمَ جيء ب» حَشرْنَاهُمْ «ماضياً بعد» نُسيِّرُ «و» ترى «؟ قلت: للدلالة على أنَّ حشرهم قبل التسيير، وقيل البروز؛ ليعاينوا تلك الأهوال العظام؛ كأنَّه قيل: وحَشرنَاهُم قبل ذلكَ» .
فصل
قال أبو البقاء، وأبو حيان: «والأولى أن تكون الواو للحال» فذكر نحواً ممَّا قدَّمته.
قوله: «فَلمْ نُغادِرْ» عطل على «حَشَرنَاهُمْ» فإنه ماضٍ معنى، والمغادرة هنا: بمعنى «الغَدْر» وهو الترك، أي: فلم نترك، والمفاعلة هنا ليس فيها مشاركة، وسمي الغدر غدراً؛ لأنَّ به ترك الوفاءُ، وغدير الماء من ذلك؛ لأنَّ السيل غادره، أي: تركه، فلم يجئه أو ترك فيه الماء، ويجمع على «غدر» و «غُدرَان» كرغيف ورغفان، واستغدر الغَديرُ: صار فيه الماء، والغديرة: الشَّعرُ الذي ترك حتى طال، والجمع غدائرُ. قال امرؤ القيس: [الطويل]
3535 - غَدائِرُهُ مُسْتشْزِرَاتٌ إلى العُلا..... ... ... ... ... ... ... ... .
وقرأ قتادة «فَلمْ تُغادِرْ» بالتاء من فوقُ، والفاعل ضمير الأرض، أو الغدرة المفهومة من السياق، وأبان: «يُغادَرْ» مبنياً للمفعول، «أحدٌ» بالرفع، والضحاك: «نُغْدِرْ» بضم النون، وسكون العين، وكسر الدال، من «أغْدرَ» بمعنى «غَدرَ» .
* فصل في المراد بالتسيير
ليس في الآية ما يدلُّ على أنَّ الأرض إلى أين تسير، فيحتمل أن الله يسيِّرها إلى موضع يريده، ولم يبيِّن ذلك الموضع لخلقه.
والحقُّ أنَّ المراد أنَّه يسيِّرها إلى العدم؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 105 - 107] ﴿وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً﴾ [الواقعة: 5، 6] ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ [الكهف: 47] ، أي: لم يبق عليها شيء من الجبال، والعمران، والشَّجر «بَارِزةً» ظاهرة ليس عليها ما يسترها؛ كما قال: ﴿فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 106، 107] .
وقال عطاء: «بَارِزةً» أبرزت ما في بطنها، وقذفت الموتى المقبورين فيها، أي بارزة البطن والجوف، فحذف ذكر الجوف، ودليله قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ [الإنشقاق: 4] ﴿وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 2] وقال: ﴿وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً﴾ [إبراهيم: 21] .
﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ أي: وحشرناهم أي: وجمعناهم للحساب، فلم نترك من الأوَّلين والآخرين أحداً، إلاَّ وجمعناهم لذلك اليوم.
قوله: ﴿وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفَّاً﴾ .
﴿صَفًّا﴾ : حال من مرفوع «عرضوا» وأصله المصدرية، يقال منه: صفَّ يصفُّ صفًّا، ثم يطلق على الجماعة المصطفِّين، واختلف هنا في «صفًّا» : هل هو مفرد وقع موقع الجمع؛ إذ المراد صفوفاً؛ ويدل عليه الحديث الصحيح: «يجمعُ الله الأوَّلين والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ صفوفاً» وفي حديث آخر: «اهلُ الجنَّة مائةٌ وعشرون صفًّا، أنتم منها ثمانون» .
ويؤيده قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ [غافر: 67] أي أطفالاً. وقيل: ثَمَّ حذف، أي: صفًّا صفًّا، ونظيره قوله في موضع: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً﴾ [الفجر: 22] . وقال في آخر: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً﴾ [النبأ: 38] يريد: صفًّا صفًّا؛ بدليل الآية الأخرى، فكذلك هنا، وقيل: بل كل الخلائق تكون صفًّا [واحداً] ، وهو أبلغ في القدرة، وأمَّا الحديثان فيحملان على اختلاف أحوالٍ؛ لأنه يوم طويل، كما شهد له بقوله ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4] فتارة يكونون فيه صفًّا واحداً، وتارة صفوفاً.
وقيل: صفًّا أي: قياماً؛ لقوله تعالى: ﴿فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا صَوَآفَّ﴾ [الحج: 36] أي قياماً.
قوله: ﴿لَّقَدْ جِئْتُمُونَا﴾ على إضمار قول، أي: وقلنا لهم كيت وكيت.
وتقدَّم أن هذا القول هو العامل في قوله ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ [الكهف: 47] . ويجوز أن يضمر هذا القول حالاً من مرفوع «عُرِضُوا» ، أي: عرضوا مقولاً لهم كذا وكذا.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ : أي: مجيئاً مشبهاً لخلقكم الأول حفاة، عراة غرلاً، لا مال، ولا ولد معكم، وقال الزمخشري: «لقَدْ بَعثْنَاكُم كَمَأ أنْشَأناكُمْ أوَّل مرَّة» فعلى هذين التقديرين، يكون نعتاً للمصدر المحذوف، وعلى رأي سيبويه: يكون حالاً من ضميره.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ .
ليس المراد حصول المساواة من كل الوجوه؛ لأنهم خلقوا صغاراً، ولا عقل لهم، ولا تكليف عليهم، بل المراد أنَّه قال للمشركين المنكرين للبعث المفتخرين على فقراء المؤمنين بالأموال والأنصار: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ أي حفاة، عراة، بغير أموال، ولا أعوانٍ، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [الأنعام: 94] .
ثم قال تعالى: ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ أي كنتم مع التعزُّز على المؤمنين بالأموال والأنصار، تنكرون البعث، فالآن قد تركتم الأموال والأنصار في الدنيا، وشاهدتم أنَّ البعث والقيامة حقٌّ.
قوله: ﴿أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ «أنْ» هي المخففة، وفصل بينها وبين خبرها؛ لكونه جملة فعلية متصرفة غير دعاءٍ بحرف النفي، و «لكم» يجوز أن يكون مفعولاً ثانياً للجعل بمعنى التصيير، و «مَوْعداً» هو الأول، ويجوز أن يكون معلَّقاً بالجعل، أو يكون حالاً من «مَوعِداً» إذا لم يجعل الجعل تصييراً، بل لمجرد الإيجادِ.
و «بَلْ» في قوله: «بَل زَعَمتُمْ» لمجرَّد الانتقالِ، من غير إبطالٍ.
قوله: ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ : العامة على بنائه للمفعول، وزيد بن عليٍّ على بنائه للفاعل، وهو الله، أو الملك، و «الكِتاب» منصوب مفعولاً به، و «الكتابُ» جنس للكتب؛ إذ من المعلوم أنَّ لكلِّ إنسانٍ كتاباً بخصُّه، وقد تقدَّم الوقف على «مَا لهذا الكتابِ» وكيف فصلت لام الجرِّ من مجرورها خطًّا في سورة النساء عند ﴿فَمَا لهؤلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء: 78] .
و «لا يُغَادِرُ» جملة حالية من «الكتاب» . والعامل الجار والمجرور؛ لقيامه مقام الفعل، أو الاستقرار الذي تعلق به الحال.
قوله: «إلاَّ أحْصَاهَا» في محل نصب نعتاً لصغيرة وكبيرة، ويجوز أن تكون الجملة في موضع المفعول الثاني؛ لأنَّ «يُغَادِرُ» بمعنى «يترك» و «يتركُ» قد يتعدَّى لاثنين؛ كقوله: [البسيط]
3536 - ... ... ... ... ... ..... فَقدْ تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَشبِ
في أحد الوجهين.
روى أبو هريرة عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «يُحشَرُ النَّاس على ثلاثِ طرائقَ رَاغبينَ رَاهبينَ، فاثْنانِ على بَعيرٍ، وثَلاثةٌ على بَعيرٍ، وأرْبعةٌ على بَعيرٍ، وعَشرةٌ على بَعيرٍ، وتَحشُرَ بقيَّتهُم النَّارُ، تَقيلُ مَعهُمْ، حَيْثُ قَالُوا، وتَبِيتُ معهم؛ حيث باتوا، وتُصْبِحُ معهم، حيث أصبحُوا، وتمسي معهم، حيث أمسوا» .
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قالت: «قلت: يا رسول الله كيف يُحْشَر النَّاسُ يوم القِيامة؟ قال: حُفاةً عُراةً، قالت: قلتُ: والنِّساء؟ قال: والنِّساء، قالت: قلت: يا رسول الله، أستحي، قال: يا عائشة، الأمر اشدُّ من ذلك؛ أن يهمهم أن ينظر بعضهم لبعض» .
وقيل: توضعُ بين يدي الله عزَّ وجلَّ، ﴿فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمَّا فِيهِ﴾ في الكتاب من الأعمال الخبيثة، كيف تظهر لأهل الموقف، فيفتضحون ﴿وَيَقُولُونَ﴾ إذا رأوها: ﴿ياويلتنا﴾ يا هلاكنا، والويلُ والويلة: الهلكة، وكأنَّ كلَّ من وقع في مهلكة، دعا بالويل، ومعنى النِّداء تنبيه المخاطبين.
﴿مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ من ذنوبنا.
قال ابن عباس: الصَّغيرة: التبسُّم، والكبيرة: القهقهة.
قال سعيد بن جبير: الصغيرة: اللَّمم، [والمسُّ، والقبلة] ، والكبيرة: الزِّنا.
﴿إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ وهو عبارة عن الإحاطة، أي: ضبطها وحصرها، وإدخال تاء التأنيث في الصغيرة والكبيرة، على تقدير أنَّ المراد الفعلة الصغيرة والكبيرة.
قال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «إيَّاكُم ومحقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّراتِ الذُّنوب مثل قوم نزلوا ببطنِ وادٍ، فجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، حتَّى أنضجوا خبزتهم، وإنَّ محقِّراتِ الذنوب لموبقاتٌ» .
﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً﴾ مكتوباً في الصَّحيفة.
﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ لا ينقص ثواب أحدٍ عمل خيراً.
وقال الضحاك: لم يؤاخذ أحداً بجرم لم يعمله.
* فصل في الرد على المجبرة
قال الجبائي: هذه الآية تدلُّ على فساد قول المجبرة في مسائل:
أحدها: أنه لو عذَّب عباده من غير ذنب صدر منهم، لكان ظالماً.
وثانيها: أنه لا يعذِّب الأطفال بغير ذنب.
وثالثها: بطلان قولهم: لله أن يفعل ما شاء، ويعذِّب من غير جرم؛ لأنَّ الخلق خلقه، إذ لو كان كذلك، لما كان لنفي الظلم عنه معنى؛ لأنَّ بتقدير أنه إذا فعل أي شيءٍ، لم يكن ظلماً منه؛ لم يكن لقوله: «إنَّه لا يظلمُ» فائدة.
فإن قيل: أيُّ فائدة في ذلك؟ .
فالجواب عن الأوَّل بمعارضة العلم والدَّاعي.
وعن الثاني: أنَّه تعالى، قال: ﴿مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ﴾ [مريم: 35] ولم يدلَّ هذا على أنَّ اتخاذ الولد يصحُّ عليه، فكذلك ها هنا.38304 وَوُضِعَ وأُظْهِرَ المزيد 38305 الْكِتَابُ صحيفةُ الأعمالِ المزيد 38306 فَتَرَى فَتبْصِر وتشَاهِد المزيد 38307 الْمُجْرِمِينَ الكافِرينَ المُعانِدينَ المزيد 38308 مُشْفِقِينَ خائِفينَ المزيد 38309 مِمَّا أصْلُها (مِنْ ما) المُحْتَوِيَة عَلى: مِنْ السَّبَبِيَّة وَ ما المَوصولَة المزيد 38310 فِيهِ في: حَرْفُ جَرٍّ يُفيدُ مَعْنى الظَّرْفِيَّةِ المَجازِيَّةِ المزيد 38311 وَيَقُولُونَ وَيَتَكَلَّمونَ المزيد 38312 يَاوَيْلَتَنَا عبارة تفجُّع وتَحسُّرٍ المزيد 38313 مَالِ ما: اسمٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ عَنْ غيْرِ العاقِلِ وعَن حَقيقَةِ الشَّيْءِ أو صِفَتِهِ المزيد 38314 هَذَا اسْمُ إشارَةٍ لِلْمُفْرَدِ المُذَكَّرِ القَريبِ، والهاءُ لِلتَّنْبيهِ المزيد 38315 الْكِتَابِ صحيفةِ الأعمالِ المزيد 38316 لا نافِيَةٌ غَيْرُ عامِلَةٍ المزيد 38317 يُغَادِرُ لا يُغَادِرُ: لا يترك المزيد 38318 صَغِيرَةً من صَغائِرِ الأعْمالِ المزيد 38319 وَلا لا: حَرْفُ نَفْيٍ يُفيدُ التَّوكيدَ المزيد 38320 كَبِيرَةً وَلا كَبِيرَةً: وَلا عَمَلاً مِن كبائِرِ الأعْمَالِ المزيد 38321 إِلَّا أداةُ حَصْرٍ وَيُسَمَّى الاسْتِثْناءُ هُنا مُفَرَّغاً المزيد 38322 أَحْصَاهَا إحْصَاءُ الشَيْء: عَدُّهُ، ويقتضي ذلك الإِحاطَةَ بِهِ وحِفْظُهُ المزيد 38323 وَوَجَدُوا ولقوا المزيد 38324 مَا يُحتَمَلُ أن تكونَ موصولَةً أو مَوْصوفَةً أو مصدريَّةً المزيد 38325 عَمِلُوا فَعَلوا المزيد 38326 حَاضِراً حاضرا : مثبتا في صحيفة الأعمال المزيد 38327 وَلا لا: نافِيَةٌ غَيْرُ عامِلَةٍ المزيد 38328 يَظْلِمُ لاَ يَظْلِمُ: لا يَجُورُ ولا يُجاوِزُ الحَدَّ بِالنَّقْصِ أوْ بِالزِّيادَةِ المزيد 38329 رَبُّكَ إلَهُكَ الْمَعْبود المزيد 38330 أَحَداً أحَدٌ: اسْمٌ لِكُلِّ مَنْ يَصلُحُ أنْ يُخاطَبَ المزيد نهاية آية رقم {49}
(18:49:1)
wawuḍiʿa
And (will) be placed CONJ – prefixed conjunction wa (and)
V – 3rd person masculine singular passive perfect verbالواو عاطفة
فعل ماض مبني للمجهول (18:49:2)
l-kitābu
the Book N – nominative masculine nounاسم مرفوع (18:49:3)
fatarā
and you will see CONJ – prefixed conjunction fa (and)
V – 2nd person masculine singular imperfect verbالفاء عاطفة
فعل مضارع (18:49:4)
l-muj'rimīna
the criminals N – accusative masculine plural (form IV) active participleاسم منصوب (18:49:5)
mush'fiqīna
fearful N – accusative masculine plural (form IV) active participleاسم منصوب (18:49:6)
mimmā
of what P – preposition
REL – relative pronounحرف جر
اسم موصول (18:49:7)
fīhi
(is) in it, P – preposition
PRON – 3rd person masculine singular object pronounجار ومجرور (18:49:8)
wayaqūlūna
and they will say, CONJ – prefixed conjunction wa (and)
V – 3rd person masculine plural imperfect verb
PRON – subject pronounالواو عاطفة
فعل مضارع والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (18:49:9)
yāwaylatanā
"Oh, woe to us! VOC – prefixed vocative particle ya
N – nominative noun
PRON – 1st person plural possessive pronounأداة نداء
اسم مرفوع و«نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة (18:49:10)
māli
What (is) for INTG – interrogative nounاسم استفهام (18:49:11)
hādhā
this DEM – masculine singular demonstrative pronounاسم اشارة (18:49:12)
l-kitābi
[the] Book, N – genitive masculine nounاسم مجرور (18:49:13)
lā
not NEG – negative particleحرف نفي (18:49:14)
yughādiru
leaves V – 3rd person masculine singular (form III) imperfect verbفعل مضارع (18:49:15)
ṣaghīratan
a small N – accusative feminine indefinite nounاسم منصوب (18:49:16)
walā
and not CONJ – prefixed conjunction wa (and)
NEG – negative particleالواو عاطفة
حرف نفي (18:49:17)
kabīratan
a great N – accusative feminine singular indefinite nounاسم منصوب (18:49:18)
illā
except RES – restriction particleأداة حصر (18:49:19)
aḥṣāhā
has enumerated it?" V – 3rd person masculine singular (form IV) perfect verb
PRON – 3rd person feminine singular object pronounفعل ماض و«ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به (18:49:20)
wawajadū
And they will find CONJ – prefixed conjunction wa (and)
V – 3rd person masculine plural perfect verb
PRON – subject pronounالواو عاطفة
فعل ماض والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (18:49:21)
mā
what REL – relative pronounاسم موصول (18:49:22)
ʿamilū
they did V – 3rd person masculine plural perfect verb
PRON – subject pronounفعل ماض والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل (18:49:23)
ḥāḍiran
presented. N – accusative masculine indefinite active participleاسم منصوب (18:49:24)
walā
And not CONJ – prefixed conjunction wa (and)
NEG – negative particleالواو عاطفة
حرف نفي (18:49:25)
yaẓlimu
deals unjustly V – 3rd person masculine singular imperfect verbفعل مضارع (18:49:26)
rabbuka
your Lord N – nominative masculine noun
PRON – 2nd person masculine singular possessive pronounاسم مرفوع والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة (18:49:27)
aḥadan
(with) anyone. N – accusative masculine indefinite nounاسم منصوب
asasasasasasasasasasas- PERBINCANGAN ZAHIR PERKATAAN ""
- Di sini Allah Taala menyebut perkataan "".
- Perkataan "" ini susunannya di dalam Al Quran berada pada susunan yang ke ?? dan susunannya di dalam ayat ini berada pada susunan yang ke ??.
- Perkataan "" ini bermaksud
asasasasasasas
- 0001 سورة الفاتحة 👍👍
- 0002 سورة البقرة 👍
- 0003 سورة آل عمران 👍
- 0004 سورة النساء 👍
- 0005 سورة المائدة 👍
- 0006 سورة الأنعام 👍
- 0007 سورة الأعراف 👍
- 0008 سورة الأنفال 👍
- 0009 سورة التوبة 👍
- 0010 سورة يونس 👍
- 0011 سورة هود 👍
- 0012 سورة يوسف 👍
- 0013 سورة الرعد 👍
- 0014 سورة إبراهيم 👍
- 0015 سورة الحجر 👍
- 0016 سورة النحل 👍
- 0017 سورة الإسراء 👍
- 0018 سورة الكهف 👍
- 0019 سورة مريم 👍
- 0020 سورة طه 👍
- 0021 سورة الأنبياء 👍
- 0022 سورة الحج 👍
- 0023 سورة المؤمنون 👍
- 0024 سورة النور 👍
- 0025 سورة الفرقان 👍
- 0026 سورة الشعراء 👍
- 0027 سورة النمل 👍
- 0028 سورة القصص 👍
- 0029 سورة العنكبوت 👍
- 0030 سورة الروم 👍
- 0031 سورة لقمان 👍
- 0032 سورة السجدة 👍
- 0033 سورة الأحزاب 👍
- 0034 سورة سبإ 👍
- 0035 سورة فاطر 👍
- 0036 سورة يس 👍
- 0037 سورة الصافات 👍
- 0038 سورة ص 👍
- 0039 سورة الزمر 👍
- 0040 سورة غافر 👍
- 0041 سورة فصلت 👍
- 0042 سورة الشورى 👍
- 0043 سورة الزخرف 👍
- 0044 سورة الدخان 👍
- 0045 سورة الجاثية 👍
- 0046 سورة الأحقاف 👍
- 0047 سورة محمد 👍
- 0048 سورة الفتح 👍
- 0049 سورة الحجرات 👍
- 0050 سورة ق 👍
- 0051 سورة الذاريات 👍
- 0052 سورة الطور 👍
- 0053 سورة النجم 👍
- 0054 سورة القمر 👍
- 0055 سورة الرحمن 👍
- 0056 سورة الواقعة 👍
- 0057 سورة الحديد 👍
- 0058 سورة المجادلة 👍
- 0059 سورة الحشر 👍
- 0060 سورة الممتحنة 👍
- 0061 سورة الصف 👍
- 0062 سورة الجمعة 👍
- 0063 سورة المنافقون 👍
- 0064 سورة التغابن 👍
- 0065 سورة الطلاق 👍
- 0066 سورة التحريم 👍
- 0067 سورة الملك 👍
- 0068 سورة القلم 👍
- 0069 سورة الحاقة 👍
- 0070 سورة المعارج 👍
- 0071 سورة نوح 👍
- 0072 سورة الجن 👍
- 0073 سورة المزمل 👍
- 0074 سورة المدثر 👍
- 0075 سورة القيامة 👍
- 0076 سورة الإنسان 👍
- 0077 سورة المرسلات 👍
- 0078 سورة النبإ
- 0079 سورة النازعات 👍
- 0080 سورة عبس 👍
- 0081 سورة التكوير 👍
- 0082 سورة الإنفطار 👍
- 0083 سورة المطففين 👍
- 0084 سورة الإنشقاق 👍
- 0085 سورة البروج 👍
- 0086 سورة الطارق 👍
- 0087 سورة الأعلى 👍
- 0088 سورة الغاشية 👍
- 0089 سورة الفجر 👍
- 0090 سورة البلد 👍
- 0091 سورة الشمس 👍
- 0092 سورة الليل 👍
- 0093 سورة الضحى 👍
- 0094 سورة الشرح 👍
- 0095 سورة التين 👍
- 0096 سورة العلق 👍
- 0097 سورة القدر 👍
- 0098 سورة البينة 👍
- 0099 سورة الزلزلة 👍
- 0100 سورة العاديات 👍
- 0101 سورة القارعة 👍
- 0102 سورة التكاثر 👍
- 0103 سورة العصر 👍
- 0104 سورة الهمزة 👍
- 0105 سورة الفيل 👍
- 0106 سورة قريش 👍
- 0107 سورة الماعون 👍
- 0108 سورة الكوثر 👍
- 0109 سورة الكافرون 👍
- 0110 سورة النصر 👍
- 0111 سورة المسد 👍
- 0112 سورة الإخلاص 👍
- 0113 سورة الفلق 👍
- 0114 سورة الناس 👍
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا كَمَاۤءٍ أَنزَلۡنَـٰهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِیمࣰا تَذۡرُوهُ ٱلرِّیَـٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ مُّقۡتَدِرًا ٤٥ ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِینَةُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَٱلۡبَـٰقِیَـٰتُ ٱلصَّـٰلِحَـٰتُ خَیۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابࣰا وَخَیۡرٌ أَمَلࣰا ٤٦ وَیَوۡمَ نُسَیِّرُ ٱلۡجِبَالَ وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ بَارِزَةࣰ وَحَشَرۡنَـٰهُمۡ فَلَمۡ نُغَادِرۡ مِنۡهُمۡ أَحَدࣰا ٤٧ وَعُرِضُوا۟ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفࣰّا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدࣰا ٤٨ وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا ٤٩﴾ [الكهف ٤٥-٤٩]
قوله تعالى: ﴿واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا﴾ الآية.
أي: واضرب، يا محمد، لهؤلاء الذين افتخروا بأموالهم، وأنصارهم على فقراء المسلمين ﴿مَّثَلَ الحياة الدنيا﴾ ثم ذكر المثل فقال: ﴿كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ .
قوله: ﴿كَمَآءٍ﴾ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون خبر مبتدأ محذوف، فقدَّره ابن عطيَّة هي، أي: الحياة الدنيا.
والثاني: أنه متعلق بمعنى المصدر، أي: ضرباً كماء، قاله الحوفيُّ. وهذا بناء منهما على أن «ضرب» هذه متعدية لواحدٍ فقط.
والثالث: أنه في موضع المفعول الثاني ل «اضْرِبْ» لأنها بمعنى طصَيِّرْ «وقد تقدم.
قال أبو حيان بعدما نقل قولي ابن عطيَّة والحوفيِّ:» وأقول: إنَّ «كماءٍ» في موضع المفعول الثاني لقوله «واضْرِبْ» ، أي: وصيِّر لهم مثل الحياة، أي: صفتها شبه ماء» . قال شهاب الدين: وهذا قد سبقه إليه أبو البقاء.
و «أنْزَلنَاهُ» صفة ل «مَاءٍ» .
قوله: «فاخْتلَطَ به» يجوز في هذه الباء وجهان:
أحدهما: أن تكون سببية.
الثاني: أن تكون متعدِّية، قال الزخشري: «فالتفَّ بسببه، وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً، وقيل: تجمع الماء في النبات؛ حتى روي ورَفَّ رفيفاً، وكان حق اللفظ على هذا التفسير: فاختلط بنباتِ الأرض، ووجه صحته: أنَّ كلَّ مختلطين موصوف كل واحدٍ منهما بصفةِ الآخر» .
قوله: ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيماً﴾ » أصْبَحَ «يجوز أن تكون على بابها؛ فإنَّ أكثر ما يطرقُ من الآفاتِ صباحاً؛ كقوله: ﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾ [الكهف: 42] ويجوز أن تكون بمعنى» صار «من غير تقييدٍ بصباحٍ؛ كقوله: [المنسرح]
3533 - أصْبَحَتُ لا أحْمِلُ السِّلاحَ ولاَ ... أمْلِكُ رَأسَ البعيرِ إنْ نَفرَا
والهشيمُ: واحده هشيمة، وهو اليابس، وقال الزجاج وابن قتيبة: كل ما كان رطباً، فيَبِسَ، ومنه ﴿كَهَشِيمِ المحتظر﴾ [القمر: 31] ومنه: حشمتُ الفتَّ والهشيم: المتفتِّت المتكسِّر، ومنه هشمت أنفه، وهشَمَ الثَّريدَ: إذا فتَّه.
قال: [الكامل]
3534 - عَمْرُو الَّذي هَشمَ الثَّريدَ لقَومهِ ... ورِجَالُ مَكَّةَ مُسنتُونَ عِجَاف
قوله:» تَذرُوهُ «صفة ل» هَشِيماً «والذَّرْوُ: التفريق، وقيل: الرفع.
والعامة» تَذْروهُ «بالواو، وقرأ عبد الله» تَذْريه «من الذَّري، ففي لامه لغتان: الواو والياء، وقرأ ابن عبَّاس» تُذْريهِ «بضمِّ التاء من الإذراءِ، وهذه تحتمل أن تكون من الذَّرْوِ، وأن تكون من الذَّري، والعامة على» الرَّياحِ «جمعاً، وزيد بن عليِّ، والحسنُ، والنخعيُّ في آخرين» الرِّيحُ «بالإفراد. * فصل في معنى ألفاظ الآية
و» مَثَل «معنى المثل، قال ابن عباسٍ: يعني بالماءِ المطر، نزل من السماء ﴿فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ خرج من كل لون وزهرة،» فأصْبحَ «عن قريب» هَشِيماً «يابساً.
وقال الضحاك: كسيراً.
«تَذْروهُ الرِّياحُ» :
قال ابن عباس: تذريه.
وقال أبو عبيدة: تفرّقه.
وقال القتبي: تنسفه.
قوله: ﴿وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً﴾ قادراً بتكوينه أولاً، وتنميته وسطاً، وإبطاله آخراً، فأحوال الدنيا كذلك تظهرُ أولاً في غاية الحسن والنَّضارة، ثم تتزايد قليلاً قليلاً، ثم تأخذ في الانحطاط إلى أن تنتهي إلى الفناء والذَّهاب، ومثل هذا الشيء ليس للعاقل أن يبتهج به. * فصل في حسن ترتيب الآيات
قوله تعالى: ﴿المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ الآية.
لما بيّن تعالى أنَّ الدنيا سريعة الانقراض والانقضاء مشرفة على الزَّوال والبوار والفناء، بيَّن تعالى أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، والمقصود منه إدخال هذا الجزئيِّ تحت ذلك الكليِّ، فينعقد به قياسٌ بيِّن الإنتاج، وهو أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، وكل ما كان زينة الحياة الدنيا، فهو سريعُ الانقضاءِ والانقراضِ، ومن اليقين البديهيِّ، أن ما كان كذلك، فإنه يقبح بالعاقل أن يفتخر به، أو يقيم له في نظره وزناً، فهذا برهان باهرٌ على فساد قول المشركين الذين افتخروا بكثرة الأموال والولاد على فقراء [المؤمنين] .
قوله: ﴿زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ على التثنية، وسقطت ألفها لفظاً لالتقاء الساكنين، فيتوهم أنه قرئ بنصب «زينة الحياة» . * فصل في بيان رجحان فقراء المؤمنين على أغنياء الكفار
لما أقام البرهان على فساد قول المشركين، ذكر ما يدلُّ على رجحان أولئك الفقراء على أغنياء الكفَّار، فقال: ﴿والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ﴾ .
وبيان هذا الدليل: أنَّ خيرات الدنيا [منقرضة] ، وخبرات الآخرة باقيةٌ دائمةٌ، والدائم الباقي خيرٌ من المنقرضِ الزائل، وهذا معلومٌ بالضَّرورة.
قال علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: المال والبنون حرث الحياة الدنيا، والأعمال الصالحة حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوامٍ
وقال ابن عبَّاس وعكرمة ومجاهد: الباقيات الصالحات هي قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «أفْضَلُ الكلامِ أربعٌ: سُبْحانَ الله، والحَمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرْ» .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أكثروا من البَاقيَاتِ الصَّالحاتِ قيل: وما هُنَّ يَا رسُول الله؟ قال: الملة. قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التَّكبيرُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلِّ العظيم» .
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم ويروى أيضاً عن ابن عباس: البَاقيَاتُ الصَّالحاتُ: الصلوات الخَمْسُ.
وقال قتادة: ويروى أيضاً عن ابن عبَّاس أنَّها الأعمال الصالحة ﴿خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً﴾ جزاء ﴿وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ أي: ما يؤمِّله الإنسان.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ الآية.
لما بيَّن خساسة الدُّنيا، وشرف القيامة، أراد أن يعيِّن أحوال القيامةِ.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ﴾ : «يَوْمَ» منصوب بقولٍ مضمرٍ بعده، تقديره: نقول لهم يوم نسيِّر الجبالك لقد جئتمونا، وقيل: بإضمار «اذْكُرْ» وقيل: هو معطوف على «عِنْدَ ربِّكَ» فيكون معمولاً لقوله «خَيْرٌ» .
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بضمِّ التاء، وفتح الياء مبنياً للمفعول، «الجِبَالُ» بالرفع؛ لقيامه مقام الفاعل، وحذف الفاعل؛ للعلم به، وهو الله، أو من يأمره من الملائكة، وهذه القراءة موافقةٌ لما اتُّفقَ عليه في قوله ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ [النبأ: 20] ، ويؤيِّدها قراءة عبد الله هنا ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ فعلاً ماضياً مبنياً للمفعول.
والباقون «نُسيِّرُ» بنون العظمة، والياء مكسورة من «سَيَّرَ» بالتشديد؛ «الجبالَ» بالنصب على المفعول به، وهذه القراءة مناسبة لما بعدها من قوله ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ .
وقرأ الحسن كقراءة ابن كثير، ومن ذكر معه إلاَّ أنه بالياء من تحت؛ لأنَّ التأنيث مجازيٌّ وقرأ ابن محيصن، ورواها محبوب عن أبي عمرو: [ «تسير» ] بفتح التاء من فوق ساكن الياء، من سارت تسير، و «الجِبَالُ» بالرفع على الفاعلية.
قوله: ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ «بَارِزَةً» حالٌ؛ إذ الرؤية بصرية، وقرأ عيسى ﴿وتُرَى الأرضُ﴾ مبنيًّا للمفعول، و «الأرضُ» قائمة مقام الفاعل.
قوله: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ﴾ فيه ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ماضٍ، يراد به المستقبل، أي: ونحشرهم، وكذلك ﴿وَعُرِضُوا﴾ [الكهف: 48] و ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ [الكهف: 49] .
والثاني: أن تكون الواو للحالِ، والجملة في محلِّ النصب، أي: نفعل التسيير في حال حشرهم؛ ليشاهدوا تلك الأهوال.
والثالث: قال الزمخشري: «فإن قلت: لِمَ جيء ب» حَشرْنَاهُمْ «ماضياً بعد» نُسيِّرُ «و» ترى «؟ قلت: للدلالة على أنَّ حشرهم قبل التسيير، وقيل البروز؛ ليعاينوا تلك الأهوال العظام؛ كأنَّه قيل: وحَشرنَاهُم قبل ذلكَ» .
فصل
قال أبو البقاء، وأبو حيان: «والأولى أن تكون الواو للحال» فذكر نحواً ممَّا قدَّمته.
قوله: «فَلمْ نُغادِرْ» عطل على «حَشَرنَاهُمْ» فإنه ماضٍ معنى، والمغادرة هنا: بمعنى «الغَدْر» وهو الترك، أي: فلم نترك، والمفاعلة هنا ليس فيها مشاركة، وسمي الغدر غدراً؛ لأنَّ به ترك الوفاءُ، وغدير الماء من ذلك؛ لأنَّ السيل غادره، أي: تركه، فلم يجئه أو ترك فيه الماء، ويجمع على «غدر» و «غُدرَان» كرغيف ورغفان، واستغدر الغَديرُ: صار فيه الماء، والغديرة: الشَّعرُ الذي ترك حتى طال، والجمع غدائرُ. قال امرؤ القيس: [الطويل]
3535 - غَدائِرُهُ مُسْتشْزِرَاتٌ إلى العُلا..... ... ... ... ... ... ... ... .
وقرأ قتادة «فَلمْ تُغادِرْ» بالتاء من فوقُ، والفاعل ضمير الأرض، أو الغدرة المفهومة من السياق، وأبان: «يُغادَرْ» مبنياً للمفعول، «أحدٌ» بالرفع، والضحاك: «نُغْدِرْ» بضم النون، وسكون العين، وكسر الدال، من «أغْدرَ» بمعنى «غَدرَ» . * فصل في المراد بالتسيير
ليس في الآية ما يدلُّ على أنَّ الأرض إلى أين تسير، فيحتمل أن الله يسيِّرها إلى موضع يريده، ولم يبيِّن ذلك الموضع لخلقه.
والحقُّ أنَّ المراد أنَّه يسيِّرها إلى العدم؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 105 - 107] ﴿وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً﴾ [الواقعة: 5، 6] ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ [الكهف: 47] ، أي: لم يبق عليها شيء من الجبال، والعمران، والشَّجر «بَارِزةً» ظاهرة ليس عليها ما يسترها؛ كما قال: ﴿فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 106، 107] .
وقال عطاء: «بَارِزةً» أبرزت ما في بطنها، وقذفت الموتى المقبورين فيها، أي بارزة البطن والجوف، فحذف ذكر الجوف، ودليله قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ [الإنشقاق: 4] ﴿وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 2] وقال: ﴿وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً﴾ [إبراهيم: 21] .
﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ أي: وحشرناهم أي: وجمعناهم للحساب، فلم نترك من الأوَّلين والآخرين أحداً، إلاَّ وجمعناهم لذلك اليوم.
قوله: ﴿وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفَّاً﴾ .
﴿صَفًّا﴾ : حال من مرفوع «عرضوا» وأصله المصدرية، يقال منه: صفَّ يصفُّ صفًّا، ثم يطلق على الجماعة المصطفِّين، واختلف هنا في «صفًّا» : هل هو مفرد وقع موقع الجمع؛ إذ المراد صفوفاً؛ ويدل عليه الحديث الصحيح: «يجمعُ الله الأوَّلين والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ صفوفاً» وفي حديث آخر: «اهلُ الجنَّة مائةٌ وعشرون صفًّا، أنتم منها ثمانون» .
ويؤيده قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ [غافر: 67] أي أطفالاً. وقيل: ثَمَّ حذف، أي: صفًّا صفًّا، ونظيره قوله في موضع: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً﴾ [الفجر: 22] . وقال في آخر: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً﴾ [النبأ: 38] يريد: صفًّا صفًّا؛ بدليل الآية الأخرى، فكذلك هنا، وقيل: بل كل الخلائق تكون صفًّا [واحداً] ، وهو أبلغ في القدرة، وأمَّا الحديثان فيحملان على اختلاف أحوالٍ؛ لأنه يوم طويل، كما شهد له بقوله ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4] فتارة يكونون فيه صفًّا واحداً، وتارة صفوفاً.
وقيل: صفًّا أي: قياماً؛ لقوله تعالى: ﴿فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا صَوَآفَّ﴾ [الحج: 36] أي قياماً.
قوله: ﴿لَّقَدْ جِئْتُمُونَا﴾ على إضمار قول، أي: وقلنا لهم كيت وكيت.
وتقدَّم أن هذا القول هو العامل في قوله ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ [الكهف: 47] . ويجوز أن يضمر هذا القول حالاً من مرفوع «عُرِضُوا» ، أي: عرضوا مقولاً لهم كذا وكذا.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ : أي: مجيئاً مشبهاً لخلقكم الأول حفاة، عراة غرلاً، لا مال، ولا ولد معكم، وقال الزمخشري: «لقَدْ بَعثْنَاكُم كَمَأ أنْشَأناكُمْ أوَّل مرَّة» فعلى هذين التقديرين، يكون نعتاً للمصدر المحذوف، وعلى رأي سيبويه: يكون حالاً من ضميره.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ .
ليس المراد حصول المساواة من كل الوجوه؛ لأنهم خلقوا صغاراً، ولا عقل لهم، ولا تكليف عليهم، بل المراد أنَّه قال للمشركين المنكرين للبعث المفتخرين على فقراء المؤمنين بالأموال والأنصار: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ أي حفاة، عراة، بغير أموال، ولا أعوانٍ، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [الأنعام: 94] .
ثم قال تعالى: ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ أي كنتم مع التعزُّز على المؤمنين بالأموال والأنصار، تنكرون البعث، فالآن قد تركتم الأموال والأنصار في الدنيا، وشاهدتم أنَّ البعث والقيامة حقٌّ.
قوله: ﴿أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ «أنْ» هي المخففة، وفصل بينها وبين خبرها؛ لكونه جملة فعلية متصرفة غير دعاءٍ بحرف النفي، و «لكم» يجوز أن يكون مفعولاً ثانياً للجعل بمعنى التصيير، و «مَوْعداً» هو الأول، ويجوز أن يكون معلَّقاً بالجعل، أو يكون حالاً من «مَوعِداً» إذا لم يجعل الجعل تصييراً، بل لمجرد الإيجادِ.
و «بَلْ» في قوله: «بَل زَعَمتُمْ» لمجرَّد الانتقالِ، من غير إبطالٍ.
قوله: ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ : العامة على بنائه للمفعول، وزيد بن عليٍّ على بنائه للفاعل، وهو الله، أو الملك، و «الكِتاب» منصوب مفعولاً به، و «الكتابُ» جنس للكتب؛ إذ من المعلوم أنَّ لكلِّ إنسانٍ كتاباً بخصُّه، وقد تقدَّم الوقف على «مَا لهذا الكتابِ» وكيف فصلت لام الجرِّ من مجرورها خطًّا في سورة النساء عند ﴿فَمَا لهؤلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء: 78] .
و «لا يُغَادِرُ» جملة حالية من «الكتاب» . والعامل الجار والمجرور؛ لقيامه مقام الفعل، أو الاستقرار الذي تعلق به الحال.
قوله: «إلاَّ أحْصَاهَا» في محل نصب نعتاً لصغيرة وكبيرة، ويجوز أن تكون الجملة في موضع المفعول الثاني؛ لأنَّ «يُغَادِرُ» بمعنى «يترك» و «يتركُ» قد يتعدَّى لاثنين؛ كقوله: [البسيط]
3536 - ... ... ... ... ... ..... فَقدْ تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَشبِ
في أحد الوجهين.
روى أبو هريرة عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «يُحشَرُ النَّاس على ثلاثِ طرائقَ رَاغبينَ رَاهبينَ، فاثْنانِ على بَعيرٍ، وثَلاثةٌ على بَعيرٍ، وأرْبعةٌ على بَعيرٍ، وعَشرةٌ على بَعيرٍ، وتَحشُرَ بقيَّتهُم النَّارُ، تَقيلُ مَعهُمْ، حَيْثُ قَالُوا، وتَبِيتُ معهم؛ حيث باتوا، وتُصْبِحُ معهم، حيث أصبحُوا، وتمسي معهم، حيث أمسوا» .
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قالت: «قلت: يا رسول الله كيف يُحْشَر النَّاسُ يوم القِيامة؟ قال: حُفاةً عُراةً، قالت: قلتُ: والنِّساء؟ قال: والنِّساء، قالت: قلت: يا رسول الله، أستحي، قال: يا عائشة، الأمر اشدُّ من ذلك؛ أن يهمهم أن ينظر بعضهم لبعض» .
وقيل: توضعُ بين يدي الله عزَّ وجلَّ، ﴿فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمَّا فِيهِ﴾ في الكتاب من الأعمال الخبيثة، كيف تظهر لأهل الموقف، فيفتضحون ﴿وَيَقُولُونَ﴾ إذا رأوها: ﴿ياويلتنا﴾ يا هلاكنا، والويلُ والويلة: الهلكة، وكأنَّ كلَّ من وقع في مهلكة، دعا بالويل، ومعنى النِّداء تنبيه المخاطبين.
﴿مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ من ذنوبنا.
قال ابن عباس: الصَّغيرة: التبسُّم، والكبيرة: القهقهة.
قال سعيد بن جبير: الصغيرة: اللَّمم، [والمسُّ، والقبلة] ، والكبيرة: الزِّنا.
﴿إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ وهو عبارة عن الإحاطة، أي: ضبطها وحصرها، وإدخال تاء التأنيث في الصغيرة والكبيرة، على تقدير أنَّ المراد الفعلة الصغيرة والكبيرة.
قال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «إيَّاكُم ومحقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّراتِ الذُّنوب مثل قوم نزلوا ببطنِ وادٍ، فجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، حتَّى أنضجوا خبزتهم، وإنَّ محقِّراتِ الذنوب لموبقاتٌ» .
﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً﴾ مكتوباً في الصَّحيفة.
﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ لا ينقص ثواب أحدٍ عمل خيراً.
وقال الضحاك: لم يؤاخذ أحداً بجرم لم يعمله. * فصل في الرد على المجبرة
قال الجبائي: هذه الآية تدلُّ على فساد قول المجبرة في مسائل:
أحدها: أنه لو عذَّب عباده من غير ذنب صدر منهم، لكان ظالماً.
وثانيها: أنه لا يعذِّب الأطفال بغير ذنب.
وثالثها: بطلان قولهم: لله أن يفعل ما شاء، ويعذِّب من غير جرم؛ لأنَّ الخلق خلقه، إذ لو كان كذلك، لما كان لنفي الظلم عنه معنى؛ لأنَّ بتقدير أنه إذا فعل أي شيءٍ، لم يكن ظلماً منه؛ لم يكن لقوله: «إنَّه لا يظلمُ» فائدة.
فإن قيل: أيُّ فائدة في ذلك؟ .
فالجواب عن الأوَّل بمعارضة العلم والدَّاعي.
وعن الثاني: أنَّه تعالى، قال: ﴿مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ﴾ [مريم: 35] ولم يدلَّ هذا على أنَّ اتخاذ الولد يصحُّ عليه، فكذلك ها هنا.
أي: واضرب، يا محمد، لهؤلاء الذين افتخروا بأموالهم، وأنصارهم على فقراء المسلمين ﴿مَّثَلَ الحياة الدنيا﴾ ثم ذكر المثل فقال: ﴿كَمَآءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السماء فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ .
قوله: ﴿كَمَآءٍ﴾ : فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون خبر مبتدأ محذوف، فقدَّره ابن عطيَّة هي، أي: الحياة الدنيا.
والثاني: أنه متعلق بمعنى المصدر، أي: ضرباً كماء، قاله الحوفيُّ. وهذا بناء منهما على أن «ضرب» هذه متعدية لواحدٍ فقط.
والثالث: أنه في موضع المفعول الثاني ل «اضْرِبْ» لأنها بمعنى طصَيِّرْ «وقد تقدم.
قال أبو حيان بعدما نقل قولي ابن عطيَّة والحوفيِّ:» وأقول: إنَّ «كماءٍ» في موضع المفعول الثاني لقوله «واضْرِبْ» ، أي: وصيِّر لهم مثل الحياة، أي: صفتها شبه ماء» . قال شهاب الدين: وهذا قد سبقه إليه أبو البقاء.
و «أنْزَلنَاهُ» صفة ل «مَاءٍ» .
قوله: «فاخْتلَطَ به» يجوز في هذه الباء وجهان:
أحدهما: أن تكون سببية.
الثاني: أن تكون متعدِّية، قال الزخشري: «فالتفَّ بسببه، وتكاثف حتى خالط بعضه بعضاً، وقيل: تجمع الماء في النبات؛ حتى روي ورَفَّ رفيفاً، وكان حق اللفظ على هذا التفسير: فاختلط بنباتِ الأرض، ووجه صحته: أنَّ كلَّ مختلطين موصوف كل واحدٍ منهما بصفةِ الآخر» .
قوله: ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيماً﴾ » أصْبَحَ «يجوز أن تكون على بابها؛ فإنَّ أكثر ما يطرقُ من الآفاتِ صباحاً؛ كقوله: ﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾ [الكهف: 42] ويجوز أن تكون بمعنى» صار «من غير تقييدٍ بصباحٍ؛ كقوله: [المنسرح]
3533 - أصْبَحَتُ لا أحْمِلُ السِّلاحَ ولاَ ... أمْلِكُ رَأسَ البعيرِ إنْ نَفرَا
والهشيمُ: واحده هشيمة، وهو اليابس، وقال الزجاج وابن قتيبة: كل ما كان رطباً، فيَبِسَ، ومنه ﴿كَهَشِيمِ المحتظر﴾ [القمر: 31] ومنه: حشمتُ الفتَّ والهشيم: المتفتِّت المتكسِّر، ومنه هشمت أنفه، وهشَمَ الثَّريدَ: إذا فتَّه.
قال: [الكامل]
3534 - عَمْرُو الَّذي هَشمَ الثَّريدَ لقَومهِ ... ورِجَالُ مَكَّةَ مُسنتُونَ عِجَاف
قوله:» تَذرُوهُ «صفة ل» هَشِيماً «والذَّرْوُ: التفريق، وقيل: الرفع.
والعامة» تَذْروهُ «بالواو، وقرأ عبد الله» تَذْريه «من الذَّري، ففي لامه لغتان: الواو والياء، وقرأ ابن عبَّاس» تُذْريهِ «بضمِّ التاء من الإذراءِ، وهذه تحتمل أن تكون من الذَّرْوِ، وأن تكون من الذَّري، والعامة على» الرَّياحِ «جمعاً، وزيد بن عليِّ، والحسنُ، والنخعيُّ في آخرين» الرِّيحُ «بالإفراد. * فصل في معنى ألفاظ الآية
و» مَثَل «معنى المثل، قال ابن عباسٍ: يعني بالماءِ المطر، نزل من السماء ﴿فاختلط بِهِ نَبَاتُ الأرض﴾ خرج من كل لون وزهرة،» فأصْبحَ «عن قريب» هَشِيماً «يابساً.
وقال الضحاك: كسيراً.
«تَذْروهُ الرِّياحُ» :
قال ابن عباس: تذريه.
وقال أبو عبيدة: تفرّقه.
وقال القتبي: تنسفه.
قوله: ﴿وَكَانَ الله على كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً﴾ قادراً بتكوينه أولاً، وتنميته وسطاً، وإبطاله آخراً، فأحوال الدنيا كذلك تظهرُ أولاً في غاية الحسن والنَّضارة، ثم تتزايد قليلاً قليلاً، ثم تأخذ في الانحطاط إلى أن تنتهي إلى الفناء والذَّهاب، ومثل هذا الشيء ليس للعاقل أن يبتهج به. * فصل في حسن ترتيب الآيات
قوله تعالى: ﴿المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ الآية.
لما بيّن تعالى أنَّ الدنيا سريعة الانقراض والانقضاء مشرفة على الزَّوال والبوار والفناء، بيَّن تعالى أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، والمقصود منه إدخال هذا الجزئيِّ تحت ذلك الكليِّ، فينعقد به قياسٌ بيِّن الإنتاج، وهو أنَّ المال والبنين زينة الحياة الدنيا، وكل ما كان زينة الحياة الدنيا، فهو سريعُ الانقضاءِ والانقراضِ، ومن اليقين البديهيِّ، أن ما كان كذلك، فإنه يقبح بالعاقل أن يفتخر به، أو يقيم له في نظره وزناً، فهذا برهان باهرٌ على فساد قول المشركين الذين افتخروا بكثرة الأموال والولاد على فقراء [المؤمنين] .
قوله: ﴿زِينَةُ الحياة الدنيا﴾ على التثنية، وسقطت ألفها لفظاً لالتقاء الساكنين، فيتوهم أنه قرئ بنصب «زينة الحياة» . * فصل في بيان رجحان فقراء المؤمنين على أغنياء الكفار
لما أقام البرهان على فساد قول المشركين، ذكر ما يدلُّ على رجحان أولئك الفقراء على أغنياء الكفَّار، فقال: ﴿والباقيات الصالحات خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ﴾ .
وبيان هذا الدليل: أنَّ خيرات الدنيا [منقرضة] ، وخبرات الآخرة باقيةٌ دائمةٌ، والدائم الباقي خيرٌ من المنقرضِ الزائل، وهذا معلومٌ بالضَّرورة.
قال علي بن أبي طالب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: المال والبنون حرث الحياة الدنيا، والأعمال الصالحة حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوامٍ
وقال ابن عبَّاس وعكرمة ومجاهد: الباقيات الصالحات هي قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
وقال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «أفْضَلُ الكلامِ أربعٌ: سُبْحانَ الله، والحَمدُ لله، ولا إله إلا الله، والله أكبرْ» .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «أكثروا من البَاقيَاتِ الصَّالحاتِ قيل: وما هُنَّ يَا رسُول الله؟ قال: الملة. قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التَّكبيرُ، والتَّهليلُ، والتَّسبيحُ، والتَّحميدُ، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله العلِّ العظيم» .
وقال سعيد بن جبير ومسروق وإبراهيم ويروى أيضاً عن ابن عباس: البَاقيَاتُ الصَّالحاتُ: الصلوات الخَمْسُ.
وقال قتادة: ويروى أيضاً عن ابن عبَّاس أنَّها الأعمال الصالحة ﴿خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً﴾ جزاء ﴿وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ أي: ما يؤمِّله الإنسان.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ الآية.
لما بيَّن خساسة الدُّنيا، وشرف القيامة، أراد أن يعيِّن أحوال القيامةِ.
قوله: ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ﴾ : «يَوْمَ» منصوب بقولٍ مضمرٍ بعده، تقديره: نقول لهم يوم نسيِّر الجبالك لقد جئتمونا، وقيل: بإضمار «اذْكُرْ» وقيل: هو معطوف على «عِنْدَ ربِّكَ» فيكون معمولاً لقوله «خَيْرٌ» .
وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر بضمِّ التاء، وفتح الياء مبنياً للمفعول، «الجِبَالُ» بالرفع؛ لقيامه مقام الفاعل، وحذف الفاعل؛ للعلم به، وهو الله، أو من يأمره من الملائكة، وهذه القراءة موافقةٌ لما اتُّفقَ عليه في قوله ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ [النبأ: 20] ، ويؤيِّدها قراءة عبد الله هنا ﴿وَسُيِّرَتِ الجبال﴾ فعلاً ماضياً مبنياً للمفعول.
والباقون «نُسيِّرُ» بنون العظمة، والياء مكسورة من «سَيَّرَ» بالتشديد؛ «الجبالَ» بالنصب على المفعول به، وهذه القراءة مناسبة لما بعدها من قوله ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ .
وقرأ الحسن كقراءة ابن كثير، ومن ذكر معه إلاَّ أنه بالياء من تحت؛ لأنَّ التأنيث مجازيٌّ وقرأ ابن محيصن، ورواها محبوب عن أبي عمرو: [ «تسير» ] بفتح التاء من فوق ساكن الياء، من سارت تسير، و «الجِبَالُ» بالرفع على الفاعلية.
قوله: ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ «بَارِزَةً» حالٌ؛ إذ الرؤية بصرية، وقرأ عيسى ﴿وتُرَى الأرضُ﴾ مبنيًّا للمفعول، و «الأرضُ» قائمة مقام الفاعل.
قوله: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ﴾ فيه ثلاثة أوجه:
الأول: أنه ماضٍ، يراد به المستقبل، أي: ونحشرهم، وكذلك ﴿وَعُرِضُوا﴾ [الكهف: 48] و ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ [الكهف: 49] .
والثاني: أن تكون الواو للحالِ، والجملة في محلِّ النصب، أي: نفعل التسيير في حال حشرهم؛ ليشاهدوا تلك الأهوال.
والثالث: قال الزمخشري: «فإن قلت: لِمَ جيء ب» حَشرْنَاهُمْ «ماضياً بعد» نُسيِّرُ «و» ترى «؟ قلت: للدلالة على أنَّ حشرهم قبل التسيير، وقيل البروز؛ ليعاينوا تلك الأهوال العظام؛ كأنَّه قيل: وحَشرنَاهُم قبل ذلكَ» .
فصل
قال أبو البقاء، وأبو حيان: «والأولى أن تكون الواو للحال» فذكر نحواً ممَّا قدَّمته.
قوله: «فَلمْ نُغادِرْ» عطل على «حَشَرنَاهُمْ» فإنه ماضٍ معنى، والمغادرة هنا: بمعنى «الغَدْر» وهو الترك، أي: فلم نترك، والمفاعلة هنا ليس فيها مشاركة، وسمي الغدر غدراً؛ لأنَّ به ترك الوفاءُ، وغدير الماء من ذلك؛ لأنَّ السيل غادره، أي: تركه، فلم يجئه أو ترك فيه الماء، ويجمع على «غدر» و «غُدرَان» كرغيف ورغفان، واستغدر الغَديرُ: صار فيه الماء، والغديرة: الشَّعرُ الذي ترك حتى طال، والجمع غدائرُ. قال امرؤ القيس: [الطويل]
3535 - غَدائِرُهُ مُسْتشْزِرَاتٌ إلى العُلا..... ... ... ... ... ... ... ... .
وقرأ قتادة «فَلمْ تُغادِرْ» بالتاء من فوقُ، والفاعل ضمير الأرض، أو الغدرة المفهومة من السياق، وأبان: «يُغادَرْ» مبنياً للمفعول، «أحدٌ» بالرفع، والضحاك: «نُغْدِرْ» بضم النون، وسكون العين، وكسر الدال، من «أغْدرَ» بمعنى «غَدرَ» . * فصل في المراد بالتسيير
ليس في الآية ما يدلُّ على أنَّ الأرض إلى أين تسير، فيحتمل أن الله يسيِّرها إلى موضع يريده، ولم يبيِّن ذلك الموضع لخلقه.
والحقُّ أنَّ المراد أنَّه يسيِّرها إلى العدم؛ لقوله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 105 - 107] ﴿وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً﴾ [الواقعة: 5، 6] ﴿وَتَرَى الأرض بَارِزَةً﴾ [الكهف: 47] ، أي: لم يبق عليها شيء من الجبال، والعمران، والشَّجر «بَارِزةً» ظاهرة ليس عليها ما يسترها؛ كما قال: ﴿فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ ترى فِيهَا عِوَجاً ولاا أَمْتاً﴾ [طه: 106، 107] .
وقال عطاء: «بَارِزةً» أبرزت ما في بطنها، وقذفت الموتى المقبورين فيها، أي بارزة البطن والجوف، فحذف ذكر الجوف، ودليله قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾ [الإنشقاق: 4] ﴿وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 2] وقال: ﴿وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً﴾ [إبراهيم: 21] .
﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ أي: وحشرناهم أي: وجمعناهم للحساب، فلم نترك من الأوَّلين والآخرين أحداً، إلاَّ وجمعناهم لذلك اليوم.
قوله: ﴿وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفَّاً﴾ .
﴿صَفًّا﴾ : حال من مرفوع «عرضوا» وأصله المصدرية، يقال منه: صفَّ يصفُّ صفًّا، ثم يطلق على الجماعة المصطفِّين، واختلف هنا في «صفًّا» : هل هو مفرد وقع موقع الجمع؛ إذ المراد صفوفاً؛ ويدل عليه الحديث الصحيح: «يجمعُ الله الأوَّلين والآخرينَ في صعيدٍ واحدٍ صفوفاً» وفي حديث آخر: «اهلُ الجنَّة مائةٌ وعشرون صفًّا، أنتم منها ثمانون» .
ويؤيده قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً﴾ [غافر: 67] أي أطفالاً. وقيل: ثَمَّ حذف، أي: صفًّا صفًّا، ونظيره قوله في موضع: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً﴾ [الفجر: 22] . وقال في آخر: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الروح والملائكة صَفّاً﴾ [النبأ: 38] يريد: صفًّا صفًّا؛ بدليل الآية الأخرى، فكذلك هنا، وقيل: بل كل الخلائق تكون صفًّا [واحداً] ، وهو أبلغ في القدرة، وأمَّا الحديثان فيحملان على اختلاف أحوالٍ؛ لأنه يوم طويل، كما شهد له بقوله ﴿كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ [المعارج: 4] فتارة يكونون فيه صفًّا واحداً، وتارة صفوفاً.
وقيل: صفًّا أي: قياماً؛ لقوله تعالى: ﴿فاذكروا اسم الله عَلَيْهَا صَوَآفَّ﴾ [الحج: 36] أي قياماً.
قوله: ﴿لَّقَدْ جِئْتُمُونَا﴾ على إضمار قول، أي: وقلنا لهم كيت وكيت.
وتقدَّم أن هذا القول هو العامل في قوله ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال﴾ [الكهف: 47] . ويجوز أن يضمر هذا القول حالاً من مرفوع «عُرِضُوا» ، أي: عرضوا مقولاً لهم كذا وكذا.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ﴾ : أي: مجيئاً مشبهاً لخلقكم الأول حفاة، عراة غرلاً، لا مال، ولا ولد معكم، وقال الزمخشري: «لقَدْ بَعثْنَاكُم كَمَأ أنْشَأناكُمْ أوَّل مرَّة» فعلى هذين التقديرين، يكون نعتاً للمصدر المحذوف، وعلى رأي سيبويه: يكون حالاً من ضميره.
قوله: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ .
ليس المراد حصول المساواة من كل الوجوه؛ لأنهم خلقوا صغاراً، ولا عقل لهم، ولا تكليف عليهم، بل المراد أنَّه قال للمشركين المنكرين للبعث المفتخرين على فقراء المؤمنين بالأموال والأنصار: ﴿كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ أي حفاة، عراة، بغير أموال، ولا أعوانٍ، ونظيره قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [الأنعام: 94] .
ثم قال تعالى: ﴿بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ أي كنتم مع التعزُّز على المؤمنين بالأموال والأنصار، تنكرون البعث، فالآن قد تركتم الأموال والأنصار في الدنيا، وشاهدتم أنَّ البعث والقيامة حقٌّ.
قوله: ﴿أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِداً﴾ «أنْ» هي المخففة، وفصل بينها وبين خبرها؛ لكونه جملة فعلية متصرفة غير دعاءٍ بحرف النفي، و «لكم» يجوز أن يكون مفعولاً ثانياً للجعل بمعنى التصيير، و «مَوْعداً» هو الأول، ويجوز أن يكون معلَّقاً بالجعل، أو يكون حالاً من «مَوعِداً» إذا لم يجعل الجعل تصييراً، بل لمجرد الإيجادِ.
و «بَلْ» في قوله: «بَل زَعَمتُمْ» لمجرَّد الانتقالِ، من غير إبطالٍ.
قوله: ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ : العامة على بنائه للمفعول، وزيد بن عليٍّ على بنائه للفاعل، وهو الله، أو الملك، و «الكِتاب» منصوب مفعولاً به، و «الكتابُ» جنس للكتب؛ إذ من المعلوم أنَّ لكلِّ إنسانٍ كتاباً بخصُّه، وقد تقدَّم الوقف على «مَا لهذا الكتابِ» وكيف فصلت لام الجرِّ من مجرورها خطًّا في سورة النساء عند ﴿فَمَا لهؤلاء القوم لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء: 78] .
و «لا يُغَادِرُ» جملة حالية من «الكتاب» . والعامل الجار والمجرور؛ لقيامه مقام الفعل، أو الاستقرار الذي تعلق به الحال.
قوله: «إلاَّ أحْصَاهَا» في محل نصب نعتاً لصغيرة وكبيرة، ويجوز أن تكون الجملة في موضع المفعول الثاني؛ لأنَّ «يُغَادِرُ» بمعنى «يترك» و «يتركُ» قد يتعدَّى لاثنين؛ كقوله: [البسيط]
3536 - ... ... ... ... ... ..... فَقدْ تَركْتُكَ ذَا مَالٍ وذَا نَشبِ
في أحد الوجهين.
روى أبو هريرة عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «يُحشَرُ النَّاس على ثلاثِ طرائقَ رَاغبينَ رَاهبينَ، فاثْنانِ على بَعيرٍ، وثَلاثةٌ على بَعيرٍ، وأرْبعةٌ على بَعيرٍ، وعَشرةٌ على بَعيرٍ، وتَحشُرَ بقيَّتهُم النَّارُ، تَقيلُ مَعهُمْ، حَيْثُ قَالُوا، وتَبِيتُ معهم؛ حيث باتوا، وتُصْبِحُ معهم، حيث أصبحُوا، وتمسي معهم، حيث أمسوا» .
وعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قالت: «قلت: يا رسول الله كيف يُحْشَر النَّاسُ يوم القِيامة؟ قال: حُفاةً عُراةً، قالت: قلتُ: والنِّساء؟ قال: والنِّساء، قالت: قلت: يا رسول الله، أستحي، قال: يا عائشة، الأمر اشدُّ من ذلك؛ أن يهمهم أن ينظر بعضهم لبعض» .
وقيل: توضعُ بين يدي الله عزَّ وجلَّ، ﴿فَتَرَى المجرمين مُشْفِقِينَ﴾ خائفين ﴿مِمَّا فِيهِ﴾ في الكتاب من الأعمال الخبيثة، كيف تظهر لأهل الموقف، فيفتضحون ﴿وَيَقُولُونَ﴾ إذا رأوها: ﴿ياويلتنا﴾ يا هلاكنا، والويلُ والويلة: الهلكة، وكأنَّ كلَّ من وقع في مهلكة، دعا بالويل، ومعنى النِّداء تنبيه المخاطبين.
﴿مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً﴾ من ذنوبنا.
قال ابن عباس: الصَّغيرة: التبسُّم، والكبيرة: القهقهة.
قال سعيد بن جبير: الصغيرة: اللَّمم، [والمسُّ، والقبلة] ، والكبيرة: الزِّنا.
﴿إِلاَّ أَحْصَاهَا﴾ وهو عبارة عن الإحاطة، أي: ضبطها وحصرها، وإدخال تاء التأنيث في الصغيرة والكبيرة، على تقدير أنَّ المراد الفعلة الصغيرة والكبيرة.
قال - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ -: «إيَّاكُم ومحقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّرات الذنوب؛ فإنَّما مثلُ محقِّراتِ الذُّنوب مثل قوم نزلوا ببطنِ وادٍ، فجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، وجاء هذا بعودٍ، حتَّى أنضجوا خبزتهم، وإنَّ محقِّراتِ الذنوب لموبقاتٌ» .
﴿وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً﴾ مكتوباً في الصَّحيفة.
﴿وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً﴾ لا ينقص ثواب أحدٍ عمل خيراً.
وقال الضحاك: لم يؤاخذ أحداً بجرم لم يعمله. * فصل في الرد على المجبرة
قال الجبائي: هذه الآية تدلُّ على فساد قول المجبرة في مسائل:
أحدها: أنه لو عذَّب عباده من غير ذنب صدر منهم، لكان ظالماً.
وثانيها: أنه لا يعذِّب الأطفال بغير ذنب.
وثالثها: بطلان قولهم: لله أن يفعل ما شاء، ويعذِّب من غير جرم؛ لأنَّ الخلق خلقه، إذ لو كان كذلك، لما كان لنفي الظلم عنه معنى؛ لأنَّ بتقدير أنه إذا فعل أي شيءٍ، لم يكن ظلماً منه؛ لم يكن لقوله: «إنَّه لا يظلمُ» فائدة.
فإن قيل: أيُّ فائدة في ذلك؟ .
فالجواب عن الأوَّل بمعارضة العلم والدَّاعي.
وعن الثاني: أنَّه تعالى، قال: ﴿مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ﴾ [مريم: 35] ولم يدلَّ هذا على أنَّ اتخاذ الولد يصحُّ عليه، فكذلك ها هنا.
38304 | وَوُضِعَ | وأُظْهِرَ | المزيد |
38305 | الْكِتَابُ | صحيفةُ الأعمالِ | المزيد |
38306 | فَتَرَى | فَتبْصِر وتشَاهِد | المزيد |
38307 | الْمُجْرِمِينَ | الكافِرينَ المُعانِدينَ | المزيد |
38308 | مُشْفِقِينَ | خائِفينَ | المزيد |
38309 | مِمَّا | أصْلُها (مِنْ ما) المُحْتَوِيَة عَلى: مِنْ السَّبَبِيَّة وَ ما المَوصولَة | المزيد |
38310 | فِيهِ | في: حَرْفُ جَرٍّ يُفيدُ مَعْنى الظَّرْفِيَّةِ المَجازِيَّةِ | المزيد |
38311 | وَيَقُولُونَ | وَيَتَكَلَّمونَ | المزيد |
38312 | يَاوَيْلَتَنَا | عبارة تفجُّع وتَحسُّرٍ | المزيد |
38313 | مَالِ | ما: اسمٌ يُسْتَفْهَمُ بِهِ عَنْ غيْرِ العاقِلِ وعَن حَقيقَةِ الشَّيْءِ أو صِفَتِهِ | المزيد |
38314 | هَذَا | اسْمُ إشارَةٍ لِلْمُفْرَدِ المُذَكَّرِ القَريبِ، والهاءُ لِلتَّنْبيهِ | المزيد |
38315 | الْكِتَابِ | صحيفةِ الأعمالِ | المزيد |
38316 | لا | نافِيَةٌ غَيْرُ عامِلَةٍ | المزيد |
38317 | يُغَادِرُ | لا يُغَادِرُ: لا يترك | المزيد |
38318 | صَغِيرَةً | من صَغائِرِ الأعْمالِ | المزيد |
38319 | وَلا | لا: حَرْفُ نَفْيٍ يُفيدُ التَّوكيدَ | المزيد |
38320 | كَبِيرَةً | وَلا كَبِيرَةً: وَلا عَمَلاً مِن كبائِرِ الأعْمَالِ | المزيد |
38321 | إِلَّا | أداةُ حَصْرٍ وَيُسَمَّى الاسْتِثْناءُ هُنا مُفَرَّغاً | المزيد |
38322 | أَحْصَاهَا | إحْصَاءُ الشَيْء: عَدُّهُ، ويقتضي ذلك الإِحاطَةَ بِهِ وحِفْظُهُ | المزيد |
38323 | وَوَجَدُوا | ولقوا | المزيد |
38324 | مَا | يُحتَمَلُ أن تكونَ موصولَةً أو مَوْصوفَةً أو مصدريَّةً | المزيد |
38325 | عَمِلُوا | فَعَلوا | المزيد |
38326 | حَاضِراً | حاضرا : مثبتا في صحيفة الأعمال | المزيد |
38327 | وَلا | لا: نافِيَةٌ غَيْرُ عامِلَةٍ | المزيد |
38328 | يَظْلِمُ | لاَ يَظْلِمُ: لا يَجُورُ ولا يُجاوِزُ الحَدَّ بِالنَّقْصِ أوْ بِالزِّيادَةِ | المزيد |
38329 | رَبُّكَ | إلَهُكَ الْمَعْبود | المزيد |
38330 | أَحَداً | أحَدٌ: اسْمٌ لِكُلِّ مَنْ يَصلُحُ أنْ يُخاطَبَ | المزيد |
نهاية آية رقم {49} |
(18:49:1) wawuḍiʿa And (will) be placed | CONJ – prefixed conjunction wa (and) V – 3rd person masculine singular passive perfect verb الواو عاطفة فعل ماض مبني للمجهول | |
(18:49:2) l-kitābu the Book | N – nominative masculine noun اسم مرفوع | |
(18:49:3) fatarā and you will see | CONJ – prefixed conjunction fa (and) V – 2nd person masculine singular imperfect verb الفاء عاطفة فعل مضارع | |
(18:49:4) l-muj'rimīna the criminals | N – accusative masculine plural (form IV) active participle اسم منصوب | |
(18:49:5) mush'fiqīna fearful | N – accusative masculine plural (form IV) active participle اسم منصوب | |
(18:49:6) mimmā of what | P – preposition REL – relative pronoun حرف جر اسم موصول | |
(18:49:7) fīhi (is) in it, | P – preposition PRON – 3rd person masculine singular object pronoun جار ومجرور | |
(18:49:8) wayaqūlūna and they will say, | CONJ – prefixed conjunction wa (and) V – 3rd person masculine plural imperfect verb PRON – subject pronoun الواو عاطفة فعل مضارع والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل | |
(18:49:9) yāwaylatanā "Oh, woe to us! | VOC – prefixed vocative particle ya N – nominative noun PRON – 1st person plural possessive pronoun أداة نداء اسم مرفوع و«نا» ضمير متصل في محل جر بالاضافة | |
(18:49:10) māli What (is) for | INTG – interrogative noun اسم استفهام | |
(18:49:11) hādhā this | DEM – masculine singular demonstrative pronoun اسم اشارة | |
(18:49:12) l-kitābi [the] Book, | N – genitive masculine noun اسم مجرور | |
(18:49:13) lā not | NEG – negative particle حرف نفي | |
(18:49:14) yughādiru leaves | V – 3rd person masculine singular (form III) imperfect verb فعل مضارع | |
(18:49:15) ṣaghīratan a small | N – accusative feminine indefinite noun اسم منصوب | |
(18:49:16) walā and not | CONJ – prefixed conjunction wa (and) NEG – negative particle الواو عاطفة حرف نفي | |
(18:49:17) kabīratan a great | N – accusative feminine singular indefinite noun اسم منصوب | |
(18:49:18) illā except | RES – restriction particle أداة حصر | |
(18:49:19) aḥṣāhā has enumerated it?" | V – 3rd person masculine singular (form IV) perfect verb PRON – 3rd person feminine singular object pronoun فعل ماض و«ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به | |
(18:49:20) wawajadū And they will find | CONJ – prefixed conjunction wa (and) V – 3rd person masculine plural perfect verb PRON – subject pronoun الواو عاطفة فعل ماض والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل | |
(18:49:21) mā what | REL – relative pronoun اسم موصول | |
(18:49:22) ʿamilū they did | V – 3rd person masculine plural perfect verb PRON – subject pronoun فعل ماض والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل | |
(18:49:23) ḥāḍiran presented. | N – accusative masculine indefinite active participle اسم منصوب | |
(18:49:24) walā And not | CONJ – prefixed conjunction wa (and) NEG – negative particle الواو عاطفة حرف نفي | |
(18:49:25) yaẓlimu deals unjustly | V – 3rd person masculine singular imperfect verb فعل مضارع | |
(18:49:26) rabbuka your Lord | N – nominative masculine noun PRON – 2nd person masculine singular possessive pronoun اسم مرفوع والكاف ضمير متصل في محل جر بالاضافة | |
(18:49:27) aḥadan (with) anyone. | N – accusative masculine indefinite noun اسم منصوب |
as
as
as
as
as
as
as
as
asas
as
- PERBINCANGAN ZAHIR PERKATAAN ""
- Di sini Allah Taala menyebut perkataan "".
- Perkataan "" ini susunannya di dalam Al Quran berada pada susunan yang ke ?? dan susunannya di dalam ayat ini berada pada susunan yang ke ??.
- Perkataan "" ini bermaksud
as
as
as
as
as
as
as
- 0001 سورة الفاتحة 👍👍
- 0002 سورة البقرة 👍
- 0003 سورة آل عمران 👍
- 0004 سورة النساء 👍
- 0005 سورة المائدة 👍
- 0006 سورة الأنعام 👍
- 0007 سورة الأعراف 👍
- 0008 سورة الأنفال 👍
- 0009 سورة التوبة 👍
- 0010 سورة يونس 👍
- 0011 سورة هود 👍
- 0012 سورة يوسف 👍
- 0013 سورة الرعد 👍
- 0014 سورة إبراهيم 👍
- 0015 سورة الحجر 👍
- 0016 سورة النحل 👍
- 0017 سورة الإسراء 👍
- 0018 سورة الكهف 👍
- 0019 سورة مريم 👍
- 0020 سورة طه 👍
- 0021 سورة الأنبياء 👍
- 0022 سورة الحج 👍
- 0023 سورة المؤمنون 👍
- 0024 سورة النور 👍
- 0025 سورة الفرقان 👍
- 0026 سورة الشعراء 👍
- 0027 سورة النمل 👍
- 0028 سورة القصص 👍
- 0029 سورة العنكبوت 👍
- 0030 سورة الروم 👍
- 0031 سورة لقمان 👍
- 0032 سورة السجدة 👍
- 0033 سورة الأحزاب 👍
- 0034 سورة سبإ 👍
- 0035 سورة فاطر 👍
- 0036 سورة يس 👍
- 0037 سورة الصافات 👍
- 0038 سورة ص 👍
- 0039 سورة الزمر 👍
- 0040 سورة غافر 👍
- 0041 سورة فصلت 👍
- 0042 سورة الشورى 👍
- 0043 سورة الزخرف 👍
- 0044 سورة الدخان 👍
- 0045 سورة الجاثية 👍
- 0046 سورة الأحقاف 👍
- 0047 سورة محمد 👍
- 0048 سورة الفتح 👍
- 0049 سورة الحجرات 👍
- 0050 سورة ق 👍
- 0051 سورة الذاريات 👍
- 0052 سورة الطور 👍
- 0053 سورة النجم 👍
- 0054 سورة القمر 👍
- 0055 سورة الرحمن 👍
- 0056 سورة الواقعة 👍
- 0057 سورة الحديد 👍
- 0058 سورة المجادلة 👍
- 0059 سورة الحشر 👍
- 0060 سورة الممتحنة 👍
- 0061 سورة الصف 👍
- 0062 سورة الجمعة 👍
- 0063 سورة المنافقون 👍
- 0064 سورة التغابن 👍
- 0065 سورة الطلاق 👍
- 0066 سورة التحريم 👍
- 0067 سورة الملك 👍
- 0068 سورة القلم 👍
- 0069 سورة الحاقة 👍
- 0070 سورة المعارج 👍
- 0071 سورة نوح 👍
- 0072 سورة الجن 👍
- 0073 سورة المزمل 👍
- 0074 سورة المدثر 👍
- 0075 سورة القيامة 👍
- 0076 سورة الإنسان 👍
- 0077 سورة المرسلات 👍
- 0078 سورة النبإ
- 0079 سورة النازعات 👍
- 0080 سورة عبس 👍
- 0081 سورة التكوير 👍
- 0082 سورة الإنفطار 👍
- 0083 سورة المطففين 👍
- 0084 سورة الإنشقاق 👍
- 0085 سورة البروج 👍
- 0086 سورة الطارق 👍
- 0087 سورة الأعلى 👍
- 0088 سورة الغاشية 👍
- 0089 سورة الفجر 👍
- 0090 سورة البلد 👍
- 0091 سورة الشمس 👍
- 0092 سورة الليل 👍
- 0093 سورة الضحى 👍
- 0094 سورة الشرح 👍
- 0095 سورة التين 👍
- 0096 سورة العلق 👍
- 0097 سورة القدر 👍
- 0098 سورة البينة 👍
- 0099 سورة الزلزلة 👍
- 0100 سورة العاديات 👍
- 0101 سورة القارعة 👍
- 0102 سورة التكاثر 👍
- 0103 سورة العصر 👍
- 0104 سورة الهمزة 👍
- 0105 سورة الفيل 👍
- 0106 سورة قريش 👍
- 0107 سورة الماعون 👍
- 0108 سورة الكوثر 👍
- 0109 سورة الكافرون 👍
- 0110 سورة النصر 👍
- 0111 سورة المسد 👍
- 0112 سورة الإخلاص 👍
- 0113 سورة الفلق 👍
- 0114 سورة الناس 👍
Comments
Post a Comment