0067 سورة الزمر آية 67 - * تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق
A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T U V W X Y Z
Surah Az Zumar Ayat 67 > EDIT > سور القرآن الكريم
0039 سورة الزمر
Surah Az Zumar Ayat 67 > EDIT > سور القرآن الكريم
0039 سورة الزمر
0067 سورة الزمر آية 67 - * تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق
وَمَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِۦ وَٱلْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبْحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿سورة الزمر آية ٦٧﴾.
* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق
as
يقول تبارك وتعالى { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي ما قدر المشركون الله حق قدره حين عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيء، المالك لكل شيء، وكل شيء تحت قهره وقدرته، قال مجاهد نزلت في قريش، وقال السدي ما عظموه حق تعظيمه، وقال محمد بن كعب لو قدروه حق قدره، ما كذبوا، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم. فمن آمن أن الله على كل شيء قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك، فلم يقدر الله حق قدره. وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف. قال البخاري قوله تعالى { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إنا نجد الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } الآيةـ ورواه البخاري أيضاً في غير هذا الموضع من صحيحه، والإمام أحمد، ومسلم والترمذي والنسائي في التفسير من سننهما، كلهم من حديث سليمان بن مهران الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه بنحوه، وقال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال يا أبا القاسم أبلغك أن الله تعالى يحمل الخلائق على إصبع، والسموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع؟ قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، قال وأنزل الله عز وجل { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } إلى آخر الآيةـ وهكذا رواه البخاري ومسلم والنسائي من طرق عن الأعمش به، وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن حسن الأشقر، حدثنا أبو كدينة عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقال كيف تقول يا أبا القاسم يوم يجعل الله سبحانه وتعالى السماء على ذه ــــ وأشار بالسبابة ــــ والأرض على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه ــــ كل ذلك يشير بأصابعه ــــ؟ قال فأنزل الله عز وجل { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } الآية، وكذا رواه الترمذي في التفسير عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن محمد بن الصلت أبي جعفر عن أبي كدينة يحيى بن المهلب عن عطاء بن السائب عن أبي الضحى مسلم بن صبيح به، وقال حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
ثم قال البخاري حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يقبض الله تعالى الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ " تفرد به من هذا الوجه، ورواه مسلم من وجه آخر. وقال البخاري في موضع آخر حدثنا مقدم بن محمد، حدثنا عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله تبارك وتعالى يقبض يوم القيامة الأرضين على إصبع، وتكون السموات بيمينه، ثم يقول أنا الملك " تفرد به أيضاً من هذا الوجه. ورواه مسلم من وجه آخر. وقد رواه الإمام أحمد من طريق أخرى أبسط من هذا السياق وأطول فقال حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده يحركها، يقبل بها ويدبر " يمجد الرب نفسه أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم " فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، حتى قلنا ليخرنّ به. وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم. زاد مسلم ويعقوب بن عبد الرحمن كلاهما عن أبي حازم عن عبيد الله بن مقسم عن ابن عمر رضي الله عنهما به نحوه. ولفظ مسلم عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي النبي صلى الله عليه وسلم قال يأخذ الله تبارك وتعالى سمواته وأرضيه بيده، ويقول أنا الملك، ويقبض أصابعه ويبسطها، أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم وقال البزار حدثنا سليمان بن سيف، حدثنا أبو علي الحنفي، حدثنا عباد المنقري، حدثني محمد بن المنكدر قال حدثنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ــــ حتى بلغ ــــ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } فقال المنبر هكذا، فجاء وذهب ثلاث مرات، والله أعلم، ورواه الإمام الحافظ أبو القاسم الطبراني من حديث عبيد بن عمير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقال صحيح.
وقال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، حدثنا حيان بن نافع عن صخر بن جويرية، حدثنا سعيد بن سالم القداح عن معمر بن الحسن عن بكر بن خنيس عن أبي شيبة عن عبد الملك بن عمير عن جرير رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفر من أصحابه رضي الله عنهم «إني قارىء عليكم آيات من آخر سورة الزمر، فمن بكى منكم، وجبت له الجنة» فقرأها صلى الله عليه وسلم من عند { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } إلى آخر السورة فمنا من بكى، ومنا من لم يبك، فقال الذين لم يبكوا يا رسول الله لقد جهدنا أن نبكي فلم نبك، فقال صلى الله عليه وسلم " إني سأقرؤها عليكم، فمن لم يبك فليتباك " هذا حديث غريب جداً، وأغرب منه ما رواه في " المعجم الكبير " أيضاً حدثنا هاشم بن زيد، حدثنا محمد ابن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى يقول ثلاث خلال غيبتهن عن عبادي، لو رآهن رجل، ما عمل بسوء أبداً لو كشفت غطائي فرآني حتى استيقن ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أتيتهم وقبضت السموات بيدي، ثم قبضت الأرضين، ثم قلت أنا الملك، من ذا الذي له الملك دوني؟ فأريهم الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير، فيستيقنوها، وأريهم النار وما أعددت لهم فيها من كل شر، فيستيقنوها، ولكن عمداً غيبت ذلك عنهم، لأعلم كيف يعملون وقد بينته لهم " وهذا إسناد متقارب، وهي نسخة تروى بها أحاديث جمة، والله أعلم.
Comments
Post a Comment