0010 سورة البقرة آية 10

ا   ب   ت   ث   ج   ح   خ   د   ذ   ر   ز   س   ش   ص   ض   ط   ظ   ع   غ   ف   ق   ك   ل   م   ن   و   ه   ي
A   B   C   D   E   F   G   H   I   J   K   L   M   N   O   P   Q   R   S   T   U   V   W   X   Y   Z

Verse (2:10) - English Translation

Welcome to the Quranic Arabic Corpus, an annotated linguistic resource for the Holy Quran. This page shows seven parallel translations in English for the tenth verse of chapter 2 (sūrat l-baqarah). Click on the Arabic text to below to see word by word details of the verse's morphology.

 

Chapter (2) sūrat l-baqarah (The Cow)

Sahih International: In their hearts is disease, so Allah has increased their disease; and for them is a painful punishment because they [habitually] used to lie.

Pickthall: In their hearts is a disease, and Allah increaseth their disease. A painful doom is theirs because they lie.

Yusuf Ali: In their hearts is a disease; and Allah has increased their disease: And grievous is the penalty they (incur), because they are false (to themselves).

Shakir: There is a disease in their hearts, so Allah added to their disease and they shall have a painful chastisement because they

Muhammad Sarwar: A sickness exists in their hearts to which God adds more sickness. Besides this, they will suffer a painful punishment as a result of the lie which they speak.

Mohsin Khan: In their hearts is a disease (of doubt and hypocrisy) and Allah has increased their disease. A painful torment is theirs because they used to tell lies.

Arberry: In their hearts is a sickness, and God has increased their sickness, and there awaits them a painful chastisement for that they have cried lies.

See Also

[2:10] Basmeih
Dalam hati mereka (golongan yang munafik itu) terdapat penyakit (syak dan hasad dengki), maka Allah tambahkan lagi penyakit itu kepada mereka; dan mereka pula akan beroleh azab seksa yang tidak terperi sakitnya, dengan sebab mereka berdusta (dan mendustakan kebenaran).
[2:10] Tafsir Jalalayn
(Dalam hati mereka ada penyakit) berupa keragu-raguan dan kemunafikan yang menyebabkan sakit atau lemahnya hati mereka. (Lalu ditambah Allah penyakit mereka) dengan menurunkan Alquran yang mereka ingkari itu. (Dan bagi mereka siksa yang pedih) yang menyakitkan (disebabkan kedustaan mereka.) Yukadzdzibuuna dibaca pakai tasydid, artinya amat mendustakan, yakni terhadap Nabi Allah dan tanpa tasydid 'yakdzibuuna' yang berarti berdusta, yakni dengan mengakui beriman padahal tidak.
[2:10] Quraish Shihab
Dalam hati mereka terdapat penyakit iri dan dengki kepada orang-orang yang beriman, di samping kerusakan akidah. Allah menambah parah penyakit mereka itu dengan memenangkan kebenaran, karena hal itu akan lebih menyakitkan, akibat iri, dengki dan keangkuhan mereka. Mereka akan mendapatkan siksa yang pedih di dunia dan di akhirat akibat dusta dan ingkar.
[2:10] Bahasa Indonesia
Dalam hati mereka ada penyakit, lalu ditambah Allah penyakitnya; dan bagi mereka siksa yang pedih, disebabkan mereka berdusta.
﴿فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة ١٠]
﴿في قلوبهم﴾: الجار والمجرور خبر مقدم.
﴿مرض﴾: مبتدأ مؤخر.
﴿فزادهم﴾: الفاء حرف عطف، وزاد فعل ماض، والهاء مفعول به، والجملة عطف على ما تعلق به الخبر.
﴿الله﴾: فاعل مرفوع.
﴿مرضا﴾: مفعول به ثان.
﴿ولهم﴾: الواو عاطفة، والجار والمجرور خبر مقدم.
﴿عذاب﴾: مبتدأ مؤخر.
﴿أليم﴾: صفة لعذاب.
﴿بما﴾: الباء حرف جر للسببية، وما اسم موصول في محل جر بالباء، أو مصدرية.
﴿كانوا﴾: فعل ماض ناقص، وواو الجماعة اسمها، وجملة ﴿كانوا﴾ لا محل لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول، والتقدير: بالذي كانوا يكذبون، وعلى كون ﴿ما﴾ مصدرية تكون جملة ﴿كانوا﴾ لا محل لها من الإعراب، والمصدر المؤول من ﴿ما﴾ والفعل مجرور بالباء والتقدير: بسبب كونهم كذبون.
﴿يكذبون﴾: فعل مضارع، وفاعل، والجملة خبر ﴿كانوا﴾.
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِینَ ۝٨ یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ ۝٩ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ ۝١٠﴾ [البقرة ٨-١٠]
﴿النَّاسِ﴾ اسم جمع لا مفرد له من لفظه، أصله الأناس حذفت همزته للتخفيف. ﴿يُخادِعُونَ﴾ الخداع إظهار المرء غير ما في نفسه. ﴿مرض القلب﴾ ضعفه وميله عن الحق.
﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ الواو استئنافية، من الناس جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. ﴿مِنَ﴾ اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. ﴿يَقُولُ﴾ فعل مضارع مرفوع والفاعل هو، والجملة صلة الموصول لا محل لها. ﴿آمَنَّا﴾ فعل ماض مبني على السكون، ونا ضمير متصل في محل رفع فاعل. ﴿بِاللَّهِ﴾ لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بالفعل آمنا، وجملة آمنا مقول القول في محل نصب مفعول به. ﴿وَبِالْيَوْمِ﴾ جار ومجرور معطوفان على بالله. ﴿الْآخِرِ﴾ صفة اليوم. ﴿وَما هُمْ﴾ الواو حالية، ما نافية تعمل عمل ليس، هم ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسمها.
﴿بِمُؤْمِنِينَ﴾ الباء حرف جر زائد، أو صلة، إذ لا حرف زائد في القرآن، مؤمنين اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، والجملة في محل نصب حال. ﴿يُخادِعُونَ﴾ فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل. ﴿اللَّهَ﴾ لفظ الجلالة مفعول به منصوب، والجملة مستأنفة وقيل حالية. ﴿وَالَّذِينَ﴾ الواو عاطفة، الذين اسم موصول معطوف على الله. ﴿آمَنُوا﴾ فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل، والجملة صلة موصول لا محل لها. ﴿وَما﴾ الواو حالية، ما نافية، ﴿يَخْدَعُونَ﴾ مثل يخادعون. ﴿إِلَّا﴾ أداة حصر، ﴿أَنْفُسَهُمْ﴾ مفعول به والهاء في محل جر بالإضافة والميم للجمع. ﴿وَما يَشْعُرُونَ﴾ الواو استئنافية، ما نافية، وجملة يشعرون استئنافية لا محل لها. ﴿فِي قُلُوبِهِمْ﴾ جار ومجرور متعلقان بالخبر، ﴿مَرَضٌ﴾ مبتدأ مؤخر، ﴿فَزادَهُمُ﴾ الفاء عاطفة، زاد فعل ماض والهاء مفعول به أول ﴿اللَّهُ﴾ لفظ الجلالة فاعل مرفوع. ﴿مَرَضاً﴾ مفعول به ثان، والجملة معطوفة. ﴿وَلَهُمْ﴾ الواو عاطفة أو استئنافية، لهم جار ومجرور وشبه الجملة خبر المبتدأ ﴿عَذابٌ﴾ مبتدأ مؤخر، ﴿أَلِيمٌ﴾ صفة عذاب مرفوع والجملة معطوفة أو استئنافية.
﴿بِما﴾ الباء حرف جر، ما اسم موصول مبني على السكون في محل جر متعلقان بأليم، ويجوز أن تعرب ما موصوفة أو مصدرية. ﴿كانُوا﴾ فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمها. ﴿يَكْذِبُونَ﴾ فعل مضارع، والواو فاعل، والجملة في محل نصب خبر كانوا، وجملة كانوا يكذبون صلة الموصول.
﴿فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة ١٠]
﴿فِى﴾ حرف جر.
﴿قُلُوبِ﴾ اسم، من مادّة (قلب)، مؤنث، جمع، مجرور، ﴿هِم﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
﴿مَّرَضٌ﴾ اسم، من مادّة (مرض)، مذكر، نكرة، مرفوع.
﴿فَ﴾ حرف استئنافية، ﴿زَادَ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (زيد)، غائب، مذكر، مفرد، ﴿هُمُ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
﴿ٱللَّهُ﴾ علم، من مادّة (أله).
﴿مَرَضًا﴾ اسم، من مادّة (مرض)، مذكر، نكرة، منصوب.
﴿وَ﴾ حرف استئنافية، ﴿لَ﴾ حرف جر، ﴿هُمْ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
﴿عَذَابٌ﴾ اسم، من مادّة (عذب)، مذكر، نكرة، مرفوع.
﴿أَلِيمٌۢ﴾ اسم، من مادّة (ألم)، مذكر، مفرد، نكرة، مرفوع، نعت.
﴿بِ﴾ حرف جر، ﴿مَا﴾ اسم موصول.
﴿كَانُ﴾ فعل ماض ثلاثي مجرد، من مادّة (كون)، غائب، مذكر، جمع، ﴿وا۟﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
﴿يَكْذِبُ﴾ فعل مضارع من الثلاثي مجرد، من مادّة (كذب)، غائب، مذكر، جمع، مرفوع، ﴿ونَ﴾ ضمير، غائب، مذكر، جمع.
﴿یُخَـٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَمَا یَخۡدَعُونَ إِلَّاۤ أَنفُسَهُمۡ وَمَا یَشۡعُرُونَ ۝٩ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ ۝١٠﴾ [البقرة ٩-١٠]
قوله: «يخادعون» هذه الجملة الفعلية يحتمل أن يكون مستأنفةً جواباً لسؤال مقدّر هو: ما بالهم قالوا: آمنا وما هم بؤمنين؟
فقيل: يخادعون الله، ويحتمل أن تكون بدلاً من الجملة الواعقة صلة ل «من» وهي «يقول» ، ويكون هذا من بدل الاشْتِمَالِ؛ لأن قولهم كذا مشتمل على الخداع، فهو نظير قوله: [الرجز]
182 - إِنَّ عَلَيَّ اللهَ أَنْ تُبَايِعَا ... تُؤْخَذَ كَرْهاً أَوْ تَجِيءَ طَائِعَا
وقول الآخر: [الطويل]
183 - مَتَى تَأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا فِي دِيَارِنَا ... تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وَنَاراً تَأَجَّجَا ف «تؤخذ» بدل اشتمال من «تبايع» ، وكذا «تُلْمِم» بدلٌ من «تَأْتِنَا» . وعلى هذين القولين، فلا مَحَلَّ لهذه الجملة من الإعراب.
والجمل التي لا مَحَلَّ لها من الإعراب أربع لا تزيد على ذلك - وإن توهّم بعضهم ذلك - وهي: المبتدأ والصِّلة والمُعْترضة والمفسّرة، وسيأتي تفسيرها في مواضعها.
ويحتمل أن تكون هذه الجملة حالاً من الضَّمير المستكن في [ «يقول» تقديره: ومن الناس من يقول حال كونهم مخادعين.
وأجاز أبو البقاء أن يكون حالاً من الضمير المستكن] في «بمؤمنين» ، والعامل فيها اسم الفاعل.
وقد ردّ عليه بعضهم بما معناه: أن هذه الآية الكريمة نظير: «ما زيد أقبل ضاحكاً» ، قال: وللعرب في مثل هذا التركيب طريقان:
أحدهما: نفي القيد وحده، وإثبات أصل الفعل، وهذا هو الأكثر، والمعنى: أن الإقبال ثابت، والضحك منتفٍ، وهذا المعنى لا يتصوّر إرادته في الآية، أعني: نفي الخِدَاع، وثبوت الإيمان.
الطريق الثاني: أن ينتفي القَيْدُ، فينتفي العامل فيه، فكأنه قيل في المثال السابق: لم يقبل، ولم يضحك، وهذا المعنى - أيضاً - غير مراد بالآية الكريمة قطعاً، أعني: نفي الإيمان والخداع معاً، بل المعنى على نَفْي الإيمان، وثبوت الخداع، ففسد جعلها حالاً من الضمير في «بمؤمنين» .
والعجب من أبي البَقَاءِ كيف استشعر هذا الإشكال، فمنع من جعل هذه الجملة في محل جر صفة ل «مؤمنين» ؟ قال: لأن ذلك يوجب نفي خِدَاعهم، والمعنى على إثبات الخداع، ثم جعلها حالاً من ضمير «بمؤمنين» ، ولا فرق بين الحال والصفة في هذا.
و «الخداع» أصله: الإخفاءُ، ومنه الأَخْدَعَان: عِرْقان مُسْتَبْطنان في العُنُقِ، ومنه مخدع البيت، وخَدَع الضَّبُّ خِدْعاً: إذا توارى في جُحْرِه، وطريق خادع وخديع: إذا كان مخالفاً للمقصد، بحيث لا يفطن له؛ فمعنى يخادع: أي يوهم صاحبه خلاف ما يريد به المَكْروه.
وقيل: هو الفساد أي يفسدون ما أَظْهَروا من الإيمان بما أَضمروا من الكُفْرِ قال الشاعر: [الرمل]
184 - أَبْيَضُ اللَّوْنِ لَذِيذٌ طَعْمُهُ ... طَيِّبُ الرِّيقِ إِذَا الرِّيقُ خَدَعْ
أي: فسد.
ومعنى «يُخَادعون الله» أي: من حيث الصورة لا من حيث المَعْنِى.
وقيل: لعدم عرفانهم بالله - تعالى - وصفاته ظنّوه ممن يُخَادَع.
وقال الزَّمخشري: إن اسم الله - تعالى - مُقْحَم، والمعنى: يخادعون الذين آمنوا، ويكون من باب: أعجبني زيد وكرمه. والمعنى: أعجبني كرم زيد، وإنَّما ذكر «زيد» توطئةً لذكر كرمه.
وجعل ذلك نظير قوله تعالى: ﴿والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ﴾ [التوبة: 62] ، ﴿إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ﴾ [الأحزاب: 57] ، وهذا منه غير مُرْضٍ؛ لأنه إذا صح نسبة مخادعتهم إلى الله - تعالى - بالأوجه المتقدّمة، فلا ضرورة تدعو إلى ادعاء زيادة اسم الله تعالى.
وأما «أعجبني زيد وكرمه» ، فإن الإعجاب أسند إلى «زيد» بجملته، ثم عطف عليه بعض صفاته تمييزاً لهذه الصفة من بين سائر الصفات للشرف، فصار من حيث المعنى نظيراً لقوله تعالى: ﴿وملاائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكال﴾ [البقرة: 98] .
والمصدر «الْخِدْع» بكسر الخاء، ومثله: الخديعة.
و «فَاعَلَ» له معانٍ خمسة:
المشاركة المعنوية نحو: ضارب زيد عمراً.
وموافقة المجرد نحو: «جاوزت زيداً» أي: جُزْتُه.
وموافقة «أفعل» متعدياً نحو: «باعدت زيداً وأبعدته» . والإغناء عن «أفعل» نحو: «واريت الشيء» .
وعن المجرد نحو: سافرت وقاسيت وعاقبت، والآية «فَاعَل» فيها يحتمل المعنيين الأوّلَيْن.
أما المشاركة فالمُخَادعة منهم الله - تعالى - تقدم معناها، ومخادعة الله إياهم من حيث إنه أجرى عليهم أَحْكام المسلمين في الدنيا، ومُخَادعة المؤمنين لهم كونهم امتثلوا أمر الله - تعالى - فيهم، وأما كونه بمعنى المُجّرَّد، فيبينه قراءة ابن مسعود وأبي حَيَوَةَ «يَخْدَعُونَ» . وقرأ أبو عمرو والرميان «وَمَا يُخَادِعُونَ» كالأولى، والباقون «وَمَا يَخْدَعُونَ» ، فيحتمل أن تكونا القراءتان بمعنى واحد، أي: يكون «فَاعَلَ» بمعنى «فَعَل» ، ويحتمل أن تكون المُفَاعلة على بابها، أعني صدورها من اثنين، فهم يُخَادعون أنفسهم، حيث يُمَنُّونَها الأباطيل، وأَنْفُسهمْ تخادعهم تمنِّيهم ذلك، فكأنها مُحَاورة بين اثنين، ويكون هذا قريباً من قول الآخر: [المنسرح]
185 - لَمْ تَدْرِ مَا لاَ؟ وَلَسْتَ قَائِلَهَا ... عُمْرَكَ ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ
وَلَمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرِياً ... فِيهَا وَفِي أُخْتِهَا وَلَمْ تَلِدِ
وقال آخر: [الطويل]
186 - يُؤَامِرُ نَفْسَيْهِ وَفِي الْعَيْشِ فُسْحَةٌ ... أَيَسْتَوْقِعُ الذُّوبَانَ أَمْ لاَ يَطُورُهَا
قال الومخشري: الاقتصار ب «خادعت» على وجهه أن يُقَال: عني به «فعلت» ، إلا أنه على وزن «فاعلت» ، لأن الزِّنَةَ في أصلها للمغالبة، والفعل متى غولب فيه جاء أبلغ وأحكم منه إذا زاوله وحده من غير مُغَال لزيادة قوة الداعي إليه، ويعضده قراءة أبي حيوة المتقدمة.
وقرىء: «وَمَا يُخَدِّعَونَ» ، ويُخَدِّعُونَ من خَدَّعَ مشدداً.
و «يُخَدِّعَونَ» بفتح الياء والتشديد؛ الأصل يختدعون، فأدغم.
وقرىء: «وما يُخْدَعُونَ» ، «ويُخَادَعُونَ» على لفظ ما لم يسم فاعله، وتخريجها على أن الأصل: وَمَا يُخْدَعُونَ إِلاَّ عَنْ أنفسهم «فلما حذف الجَرّ انتصب على حَدّ: [الوافر]
187 - تَمُرُّونَ الدِّيَارَ فَلَمْ تَعُوجُوا..... ... ... ... ... ... ... ... ... . .
»
إلا أنفسهم «» إلا «في الأصل حرف استثناء و» أنفسهم «مفعول له، وهذا استثناء مفرغ، وهو: عبارة عما افتقر فيه ما قبل» إلا «لما بعدها، ألا ترى أن» يخادعون «يفتقر إلى مفعول؟ ومثله:» ما قام إلا زيد «، ف» قام «يفتقر إلى فاعل، والتَّام بخلافه، أي: ما لم يفتقر فيه ما قيل» إلا «لما بعدها، نحو: قام القوم إلاّ ويداً، وضربت القوم إلا بكراً، فقام أخذ فاعله، وضربت أخذ مفعوله، وشرط الاستثناء المُفَرَّغ أن يكون بعد نفي، أو شبهة كالاستفهام والنهي.
وأن قولهم: قرأت إلاّ يوم كذا، فالمعنى على نفي مؤول تقديره: ما تركت القراءة إلاَّ يوماً، هذا ومثله: ﴿ويأبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ﴾
[التوبة: 32] و ﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخاشعين﴾ [البقرة: 45] .
وللاستثناء أحكام كثيرة تأتي مفصّلة في مواضعها إن شاء الله تعالى.
والنَّفْسُ: هنا ذات الشيء وحقيقته، ولا تختص بالأجسام لقوله تعالى: ﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة: 116] ،» وَمَا يَشْعُرُونَ «هذه الجملة الفعلية يحتمل إلا يكون لها محلّ من الإعراب؛ لأنها استئناف، وان يكون لها محلّ، وهو النصب على الحال من فاعل» يخدعون «والمعنى: وما يرجع وَبَال خداعهم إلاَّ على أنفسهم غير شاعرين بذلك، ومفعول» يشعرون «محذوف للعلم به، تقديره: وما يشعرون أن وَبَالَ خداعهم راجع على أنفسهم، واطّلاع الله عليهم.
والأحسن ألا يقدّر مفعول؛ لأن الغرض نفي الشعور عنه ألبتة من غير نظر إلى مُتَعلِّقه، والأوّل يسمى حذف الاختصار، ومعناه: حذف الشيء بدليل.
والثاني يسمى حذف الاختصار، وهو حذف الشيء لا لدليل.
والشُّعور: إدراك الشيء من وجه يدقّ، وهو مشتقّ من الشَّعَر لدقّته.
وقيل: هو الإدراك بالحاسّة مشتقّ من الشِّعِر، وهو ثوب يلي الجَسَد، ومنه مشاعر الإنسان أي: حواسّه الخمسة التي يشعر بها. * فصل في حد الخديعة
اعلم أن الخديعة مذمومة.
قال ابن الخطيب: «وَحَدُّهَا هي إظهار ما يوهم السّلامة والسّداد، وإبطال ما يقتضي الإضرار بالغير، أو التخلّص منه، فهو بمنزلة النِّفَاق في الكفر والرِّياء في الأفعال الحسنة، وكل ذلك بخلاف ما يقتضيه الدين؛ لأن يوجب الدين يوجب الاستقامة والعدول عن الغُرُورِ والإساءة، كما يوجب المُخَالصة في العبادة»
. * فصل في امتناع مخادعة الله تعالى
مخادعة الله - تعالى - ممتنعة من وجهين:
أحدهما: أنه يعلم الضَّمائر والسرائر، فلا يصح أن يُخَادَع.
والثاني: أن المنافقين لم يعتقدوا أن الله بعث الرسول إليهم، فلم يكن قصدهم في نفاقهم مخادعة الله، فثبت أنه لا يمكن إجْراءُ هذا اللفظ على ظاهره، فلا بُدّ من التأويل، وهو من وجهين:
الأول: أنه - تعالى - ذكر نفسه، وأراد به الرسول على عادته في تَفْخِيْمِ أمره، وتعظيم شأنه.
قال: ﴿إِنَّ الذين يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله﴾ [الفتح: 10] .
والمنافقون لما خادعوا [الله ورسوله] قيل: إنهم يخادعون الله.
الثاني: أن يقال: صورة حالهم مه الله حيث يظهرون الإيمان وهم كافرون صورة من يُخَادع، وصورة صنع الله معهم حيث أمر بإجراء أحكام المسلمين عليهم وهم عنده من الكَفَرَةِ صورة صنع الخادع، وكذلك صورة صنع المؤمنين معهم حيث امتثلوا أمر الله فيهم، فأجروا أحكامه عليهم. * فصل في بيان الغرض من الخداع في الآية
الغرض من ذلك الخداع وجوه:
الأول: أنهم ظنوا أن النبي - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - وأصحابه يجرونهم في التَّعْظيم والإكرام مجرى سائر المؤمنين إذا أظهروا لهم الإيمان.
الثاني: يجوز أن يكون مرادهم إفشاء النبي - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - أَسْرَاره، والاطّلاع على أسرار المؤمنين، فينقلونها إلى الكفار.
الثالث: أنهم دفعوا عن أنفسهم أَحْكَام الكفار، كالقَتْلِ وغيره.
الرابع: أنهم كانوا يطعمون في أموال الغَنَائم.
فإن قيل: فالله تعالى كان قادراً على أن يوحي إلى نبيه كَيفية مَكْرِهِمْ وخِداعهم، فَلِمَ لَمْ يَفْعَلْ ذلك هتكاً لسترهم؟
قلنا: هو قادر على استئصال «إبليس» وذريته ولكنه - تعالى - أبقاهم وقواهم، إما لأنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، أو لحكمة لا يطلع عليها إلا هو.
وقوله: «وما يَخْدّعُونَ إلا أنفسهم» فيه وجهان:
الأول: أنه - تعالى - يجازيهم على ذلك، ويعاقبهم عليه، فلا يكونون في الحقيقة خادعين إلاّ أنفسهم.
والثاني: ما ذكره أكثر المفسرين، وهو أم وَبَالَ ذلك راجع إليهم في الدنيا؛ لأن الله - تعالى - كان يدفع ضرر خِدَاعهم عن المؤمنين ويصرفه إليهم، وهو كقوله: ﴿إِنَّ المنافقين يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ [النساء: 142] ونظائره.
«في قلوبهم مرض» الجار والمجرور خبر مقدّم واجب التقديم لما تقدّم ذكره في قوله تعالى: ﴿وعلى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ﴾ [البقرة: 7] . والمشهور تحريك الراء من «مرض» .
وَرَوَى الصمعي عن أبي عمرو سكونها، وهما لغتان في مصدر مَرِضَ يَمْرَضُ.
«والمرض» : الفتور.
وقيل: الفساد.
وقيل: صفة توجب وقوع الخَلَلِ في الأفعال الصادرة عن الفاعل، ويطلق على الظلمة؛ وأنشدوا: [البسيط]
188 - فِي لَيْلَةٍ مَرِضَتْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ... فَمَا يُحِسُّ بِهِ نَجْمٌ وَلاَ قَمَرُ أي: لظلمتها، ويجوز أن يكون أراد ب «مَرِضَتْ» فَسَدَت، ثم بين جهة الفَسَادِ بالظُّلمةِ.
قوله: «فَزَادَهُمُ اللهُ مَرَضاً» .
هذه جملة فعلية معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، متسبّبة عنها، بمعنى أنَّ سبب الزِّيَادة حصول المرض في قلوبهم، إذ المراد بالمرض هنا الغِلّ والحسد لظهور دين الله تعالى.
و «زاد» يستعمل لازماً ومتعدياً لاثنين ثانيهما غير الأول ك «أَعْطَى وكَسَا» ، فيجوز حذف مفعوليه، وأحدهما اختصاراً واقتصاراً، تقول: «زاد المال» فهذا لازم، و «زدت زيداً أجراً» ومنه: ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ [الكهف: 13] ، ﴿فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً﴾ [البقرة: 10] و «ودت زيداً» ولا تذكر ما زدته، و «زدت مالاً» ولا تذكر من زدته.
وألف «زاد» منقلبة عن ياء؛ لقولهم: «يزيد» .
وقرأ ابن عامر وحمزة: «فزادهم» بالإمالة.
وزاد حمزة «زاد» حيث وقع، و ﴿زَاغَ﴾ [النجم: 17] ﴿وَخَابَ﴾ [إبراهيم: 15] ، و ﴿طَابَ﴾ [النساء: 3] ، و «حَاقَ» [الأنعام: 10] ، والآخرون لا يميلونها. * فصل في أوجه ورود لفظ المرض
ورد لفظ «المرض» على أربعة أوجه:
الأول: الشّك كهذه الآية.
الثاني: الزِّنَا قال تعالى: ﴿فَيَطْمَعَ الذي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب: 32] .
الثالث: الحَرَجُ قال تعالى: ﴿أَوْ كُنتُمْ مرضى أَن تضعوا أَسْلِحَتَكُمْ﴾ [النساء: 102] .
الرابع: المرض بعينه.
قوله: ﴿وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ نظيره قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾ [البقرة: 7] وقد تقدّم. و «أليم» هنا بمعنى: مُؤْلِم، كقوله: [الوافر]
189 - ونَرْفَعُ مِنْ صُدُورِ شَمَرْدَلاَتِ ... يَصُكُّ وُجُوهَهَا وَهَجٌ أَلِيمُ
ويجمع على «فُعَلاَء» ك: «شريف وشرفاء» ، و «أفْعَال» مثل: «شريف وأشراف» ، ويجوز أن يكون «فعيل» : هُنَا للمُبَالغة محولاً من «فَعِل» بكسر العَيْنِ، وعلى هذا تكون نسبة الألم إلى العَذّابِ مجازاً، لأنّ الألم حلّ بمن وقع به العذاب لا بالعذاب، فهو نظير قولهم: «شِعْرٌ شَاعِر» .
و ﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ متعلّق بالاستقرار المقدر في «لهم» ، أي: استقر لهم عَذَابٌ أليم بسبب تكذيبهم. و «ما» يجوز أن تكون مصدرية، أي: بكونهم يكذبون، وهذا على القول بأن ل «كان» مصدراً، وهو الصحيح عند بعضهم للتصريح به في قول الشاعر: [الطويل]
190 - بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ سَادَ في قوْمِهِ الفَتَى ... وَكَوْنُكَ إِيَّاهُ عَلَيْكَ يَسِيرُ
فقد صَرّح بالكون، ولا جائز أن يكون مصدر «كان» التَّامة لنصبه الخبر بعدها، وهو «إياه» على أنَّ للنظر في هذا البيت مجالاً ليس هذا موضعه.
وعلى القول بأن لها مصدراً لا يجوز التصريح به معها، لا تقول: «كان ويداً قائماً كوناً» ، قالوا: لأن الخبر كالعوض من المصدر، ولا يجمع بين العوض والمُعَوَّض منه، وحينئذ فلا حَاجَةَ إلى ضمير عائد على «ما» ؛ لأنها حرف مصدري على الصحيح، خلافاً للأخفش وابن السَّراجِ في جعل المصدرية اسماً.
ويجوز أن تكون «ما» بمعنى «الذي» ، وحينئذ فلا بُدّ من تقدير عائدٍ أي: بالذي كانوا يكذبونه، وجاز حَذْفُ العائد لاستكمال الشُّروط، وهو كونه منصوباً بفعل، وليس ثمَّ عائد آخر.
وزعم أبو البَقَاءِ أن كون «ما» موصولةً اسميةً هو الأظهر، قال: لأنّ الهاء المقدرة عائدة على «الَّذِي» لا على المصدر. وهذا الَّذِي قاله غير لازم، إذ لقائل أن يقول: لا نسلّم أنه لا بُدَّ من هاءٍ مقدّرة حتى يلزم جعل «ما» اسمية، بل من قرأ ﴿يَكْذِبُونَ﴾ مخففاً فهو عنده يكذبون الرَّسول والقرآن، أو يكون المشدّد بمعنى المخفّف، وقرأ الكوفيون: ﴿يَكْذِبُونَ﴾ بالفتح والتَّخفيف، والباقون بالضَّم والتشديد.
و «يكذّبون» مضارع «كذَّب» بالتشديد، وله معانٍ كثيرة: الرَّمي بكذا، ومنه الآية الكريمة والتعدية نحو: «فَرَّحْتُ زيداً» .
والتكثير نحو: «قَطَّعْتُ الأثواب» .
والجعل على صفة نحو: «قَطَّرْتُه» أي: جعلته مقطراً؛ ومنه: [السريع]
191 - قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وَجَارَاتَهَا ... مَا قَطَّرَ الفَارِسَ إِلاَّ أَنَا
والتسمية نحو: «فَسَّقْتُهُ» أي: سميته فاسقاً
والدعاء له نحو: «سَقَّيْتُهُ» أي قلت له: «سَقَاكَ الله» .
أو الدعاء عليه نحو: «عَقَّرْتُه» أي قلت: عَقْراً لك.
والإقامة على الشي نحو: مَرَّضْتُه «والإزالة نحو:» قَذَّيْتُ عينه» أي: أزلت قَذَاها.
والتوجّه نحو: «شَرَّقَ وغَرَّبَ» ، أي: توجّه نحو الشرق والغرب.
واختصار الحكاية نحو: «أمَّنَ» قال: آمين.
وموافقة» تَفَعَّلَ «و» فَعَلَ» مخففاً نحو: وَلَّى بمعنى تولّى، وقَدَّرَ بمعنى قَدَر، والإغناء عن «تَفَعَّلَ» و» فَعَلَ «مخففاً نحو» حَمَّرَ «أي تكلم بلغة» حمير» ، قالوا: «مَنْ دخل ظَفَارِ حَمَّرَ وعَرَّدَ في القِتَال» هو بمعنى مخففاًن وغن لم يلفظ به.
و «الكذب» اختلف النَّاس فيه، فقائل: هو الإخبار عن الشيء بخير ما هو عليه ذهناً وخارجاً، وقيل: غير ما هو عليه في الخارج، سواء وافق في ما في الخارج أم لا، والصّدق نقيضه. * فصل في معنى الآية
قال المفسرون: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ شكّ ونفاق ﴿فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً﴾ ؛ لأن الآيات كانت تنزل آيةً بعد آيةٍ، كلما كفروا بآيةٍ ازدادوا كفراً ونفاقاً، وذلك معنى قوله: ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ﴾ [التوبة: 125] والسورة لم تفعل ذلك، ولكنهم ازدادوا رجساً عند نزولها حين كفروا بها قبل ذلك، وهو كقوله تعالى: ﴿فَلَمْ يَزِدْهُمْ دعآئي إِلاَّ فِرَاراً﴾ [نوح: 6] والدعاء لم يفعل شيئاً من هذا، ولكنهم ازدادوا فراراً عنده، وقال: ﴿فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً﴾ [فاطر: 42] .
قالت المعتزلة: لو كان المراد من المرض - هاهنا - الكفر والجَهْل لكان قوله: ﴿فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً﴾ محمولاً على الكُفْرِ والجَهْلِ، فيلزم أن يكون الله - تعالى - فاعلاً للكفر والجهل.
قالت المعتزلة: ولا يجوز أن يكون الله - تعالى - فاعلاً للكفر والجَهْلِ لوجوه:
أحدها: أنّ الكفار كانوا في غَايَة الحرص على الطَّعن في القرآن، فلو كان المعنى ذلك لقالوا لمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: إذا فعل الله الكفر فينا، فكيف تأمران بالإيمان؟
وثانيها: أنه - تعالى - ذكر هذه الآيات في معرض الذَّم لهم على كُفْرِهِمْ، فكيف يذمّهم على شيء خلقه الله فيهم.
وثالثها: قوله: ﴿وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فإن كان الله خلق ذلك فيهم كما خلق لونهم وطولهم، فأيّ ذنب لهم حتَّى يعذبهم؟
ورابعها: أنه - تعالى - أضافه إليهم بقوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ وبأنهم يفسدون في الأرض، وأنهم هم السّفهاء، وأنهم إذا خلوا إلى شَيَاطِينهم قالوا: إنا معكم، وإذا ثبت هذا فلا بُدّ من التأويل، وهو ن وجوه:
الأول: يحمل المرض على الغَمّ، لأنه يقال: مرض قلبي من أمر كذا، والمعنى: أن المنافقين مرضت قلوبهم لما رأوا إثبات أمر النبي - عليه أفضل الصلاة والسلام -، واستعلاء شأنه يوماً فيوماً، وذلك يؤدي إلى زوال رياستهم، كما روي أنه - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - مَرَّ بعبد الله بن أُبّيِّ على حِمَارٍ، فقال له: نَحّ حمارك يا مُحَمّد فقد آذانا رِيحُهُ، فقال له بعض الأنصار، اعْذُرْهُ يا رسول الله، فإنه كان مؤملاً أن نُتَوِجَهُ الرياسة قبل أن تقدم علينا، فهؤلاء لمَّا اشتدَّ عليهم الغَمّ وصفهم الله بذلك فقال: ﴿فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً﴾ أي: زادهم غمَّاً على غَمِّهِمْ.
وثانيها: المراد من زيادة المرض زيادة منع الألطاف فيكون بسبب ذلك المَنْع خاذلاً لهم. الثالث: أنَّ العرب تصف فتور النَّظر بالمرض يقولون: جاريةٌ مريضةُ الطرف.
قال جرير: [البسيط]
192 - إِنَّ العُيُونَ الَّتِي في طَرْفِهَا ... مَرَضٌ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلاَنَا
فكذا المرض هاهنا إنما هو الفتور في النِّية؛ لأن قلوبهم كانت قويً على المُحَاربة، والمُنَازعة، والمخاصمة، ثم انكسرت شوكتهم، فأخذوا في النِّفَاق بسبب ذلك الخوف، والانكسار، فقال تعالى: ﴿فَزَادَهُمُ الله مَرَضاً﴾ أي: زادهم الانْكِسَارَ والجُبْنَ والضعف، وحقق الله ذلك بقوله: ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرعب﴾ [الأحزاب: 26]
الرابع: أن يحمل المرض على أَلَم القلب؛ لأنَّ المُبْتَلَى بالحَسَدِ والنِّفَاقِ، ومشاهدة ما يكره ربما صار ذلك سبباً لتغيير مِزَاجَهَ، وتألُّم قلبه، وحَمْلُ اللَّفْظِ على هذا الوَجْهِ حَمْلٌ له على حقيقته، فكان أولى.
وقوله: ﴿وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ صريح أن كذبهم علّة للعذاب الأليم، وذلك يقتضي أن يكون كل كذب حراماً.
فأما ما يروى عن إبراهيم - عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ُ - أنه كذب ثلاث كذبات، فالمراد التعريض، ولكن لما كانت صورته الكذب سمي بذلك.
والمراج بكذبهم قولهم: آمنا بالله وباليوم الآخر، وهم غير مؤمنين.
110فِيحَرْفُ جَرٍّ يُفيدُ مَعْنى الظَّرْفِيَّةِ المَجازِيَّةِالمزيد
111قُلُوبِهِمالقَلْبُ: العضو المعروف داخل الصدر، وسمي بذلك لكثرة تقلبه من رأي لآخر ومن اعتقاد لآخرالمزيد
112مَّرَضٌشّكٌّ ونِفاقٌالمزيد
113فَزَادَهُمُزِيادَةُ الشَّيْءِ: نُمُوُّهُ فِي ذاتِهِ أوْ إضافَةُ شَيْءٍ إلَيْهِ مِنْ جِنْسِهِالمزيد
114اللّهُاسْمٌ لِلذَّاتِ العَلِيَّةِ المُتَفَرِّدَةِ بالألوهِيَّةِ الواجِبَةِ الوُجودِ المَعبودَةِ بِحَقٍّ، وهوَ لَفظُ الجَلالَةِ الجامِعُ لِمَعاني صِفاتِ اللهِ الكامِلةالمزيد
115مَرَضاًشّكّاً ونِفاقاًالمزيد
116وَلَهُماللام: حَرْفُ جَرٍّ يُفيدُ الإسْتِحْقاقَالمزيد
117عَذَابٌعِقابٌ وتَّنْكيلٌالمزيد
118أَلِيمٌموجع شَديد الإيلامِالمزيد
119بِمَاما: يُحتَمَلُ أن تكونَ موصولَةً أو مَوْصوفَةً أو مصدريَّةًالمزيد
120كَانُواكانَ: تأتي غالباً ناقِصَةً للدَّلالَةِ عَلى الماضِي، وتأتي للإسْتِبْعادِ أو لِلتنْزِيهِ عَن الدَّلالة الزَّمنيَّة بِالنِّسْبَةِ إلَى اللهِ تَعالَىالمزيد
121يَكْذِبُونَيُخْبِرُونَ بخلافِ الواقع، فقد ادّعوا أنّهم مؤمنين كَذِباًالمزيد
نهاية آية رقم {10}
(2:10:1)

In
P – preposition
حرف جر
(2:10:2)
qulūbihim
their hearts
N – genitive feminine plural noun → Heart
PRON – 3rd person masculine plural possessive pronoun
اسم مجرور و«هم» ضمير متصل في محل جر بالاضافة
(2:10:3)
maraḍun
(is) a disease,
N – nominative masculine indefinite noun
اسم مرفوع
(2:10:4)
fazādahumu
so has increased them
REM – prefixed resumption particle
V – 3rd person masculine singular perfect verb
PRON – 3rd person masculine plural object pronoun
الفاء استئنافية
فعل ماض و«هم» ضمير متصل في محل نصب مفعول به
(2:10:5)
l-lahu
Allah
PN – nominative proper noun → Allah
لفظ الجلالة مرفوع
(2:10:6)
maraḍan
(in) disease;
N – accusative masculine indefinite noun
اسم منصوب
(2:10:7)
walahum
and for them
REM – prefixed resumption particle
P – prefixed preposition lām
PRON – 3rd person masculine plural personal pronoun
الواو استئنافية
جار ومجرور
(2:10:8)
ʿadhābun
(is) a punishment
N – nominative masculine indefinite noun
اسم مرفوع
(2:10:9)
alīmun
painful
ADJ – nominative masculine singular indefinite adjective
صفة مرفوعة
(2:10:10)
bimā
because
P – prefixed preposition bi
REL – relative pronoun
جار ومجرور
(2:10:11)
kānū
they used to
V – 3rd person masculine plural perfect verb
PRON – subject pronoun
فعل ماض والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان»
(2:10:12)
yakdhibūna
[they] lie.
V – 3rd person masculine plural imperfect verb
PRON – subject pronoun
فعل مضارع والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
as
as
as
as
as
as
as
as
asas
as
  1. PERBINCANGAN ZAHIR PERKATAAN ""
  2. Di sini Allah Taala menyebut perkataan "".
  3. Perkataan "" ini susunannya di dalam Al Quran berada pada susunan yang ke ?? dan susunannya di dalam ayat ini berada pada susunan yang ke ??.
  4. Perkataan "" ini bermaksud 
as
as
as
as
  1. as
    1. potongan ayat ini terdiri daripada ??? perkataan dan ??? huruf iaitu perkataan dan perkataan dan perkataan .
  2. as
  1. 0001 سورة الفاتحة 👍👍
  2. 0002 سورة البقرة 👍
  3. 0003 سورة آل عمران 👍
  4. 0004 سورة النساء 👍
  5. 0005 سورة المائدة 👍
  6. 0006 سورة الأنعام 👍
  7. 0007 سورة الأعراف 👍
  8. 0008 سورة الأنفال 👍
  9. 0009 سورة التوبة 👍
  10. 0010 سورة يونس 👍
  11. 0011 سورة هود 👍
  12. 0012 سورة يوسف 👍
  13. 0013 سورة الرعد 👍
  14. 0014 سورة إبراهيم 👍
  15. 0015 سورة الحجر 👍
  16. 0016 سورة النحل 👍
  17. 0017 سورة الإسراء 👍
  18. 0018 سورة الكهف 👍
  19. 0019 سورة مريم 👍
  20. 0020 سورة طه 👍
  21. 0021 سورة الأنبياء 👍
  22. 0022 سورة الحج 👍
  23. 0023 سورة المؤمنون 👍
  24. 0024 سورة النور 👍
  25. 0025 سورة الفرقان 👍
  26. 0026 سورة الشعراء 👍
  27. 0027 سورة النمل 👍
  28. 0028 سورة القصص 👍
  29. 0029 سورة العنكبوت 👍
  30. 0030 سورة الروم 👍
  31. 0031 سورة لقمان 👍
  32. 0032 سورة السجدة 👍
  33. 0033 سورة الأحزاب 👍
  34. 0034 سورة سبإ 👍
  35. 0035 سورة فاطر 👍
  36. 0036 سورة يس 👍
  37. 0037 سورة الصافات 👍
  38. 0038 سورة ص 👍
  39. 0039 سورة الزمر 👍
  40. 0040 سورة غافر 👍
  41. 0041 سورة فصلت 👍
  42. 0042 سورة الشورى 👍
  43. 0043 سورة الزخرف 👍
  44. 0044 سورة الدخان 👍
  45. 0045 سورة الجاثية 👍
  46. 0046 سورة الأحقاف 👍
  47. 0047 سورة محمد 👍
  48. 0048 سورة الفتح 👍
  49. 0049 سورة الحجرات 👍
  50. 0050 سورة ق 👍
  51. 0051 سورة الذاريات 👍
  52. 0052 سورة الطور 👍
  53. 0053 سورة النجم 👍
  54. 0054 سورة القمر 👍
  55. 0055 سورة الرحمن 👍
  56. 0056 سورة الواقعة 👍
  57. 0057 سورة الحديد 👍
  58. 0058 سورة المجادلة 👍
  59. 0059 سورة الحشر 👍
  60. 0060 سورة الممتحنة 👍
  61. 0061 سورة الصف 👍
  62. 0062 سورة الجمعة 👍
  63. 0063 سورة المنافقون 👍
  64. 0064 سورة التغابن 👍
  65. 0065 سورة الطلاق 👍
  66. 0066 سورة التحريم 👍
  67. 0067 سورة الملك 👍
  68. 0068 سورة القلم 👍
  69. 0069 سورة الحاقة 👍
  70. 0070 سورة المعارج 👍
  71. 0071 سورة نوح 👍
  72. 0072 سورة الجن 👍
  73. 0073 سورة المزمل 👍
  74. 0074 سورة المدثر 👍
  75. 0075 سورة القيامة 👍
  76. 0076 سورة الإنسان 👍
  77. 0077 سورة المرسلات 👍
  78. 0078 سورة النبإ
  79. 0079 سورة النازعات 👍
  80. 0080 سورة عبس 👍
  81. 0081 سورة التكوير 👍
  82. 0082 سورة الإنفطار 👍
  83. 0083 سورة المطففين 👍
  84. 0084 سورة الإنشقاق 👍
  85. 0085 سورة البروج 👍
  86. 0086 سورة الطارق 👍
  87. 0087 سورة الأعلى 👍
  88. 0088 سورة الغاشية 👍
  89. 0089 سورة الفجر 👍
  90. 0090 سورة البلد 👍
  91. 0091 سورة الشمس 👍
  92. 0092 سورة الليل 👍
  93. 0093 سورة الضحى 👍
  94. 0094 سورة الشرح 👍
  95. 0095 سورة التين 👍
  96. 0096 سورة العلق 👍
  97. 0097 سورة القدر 👍
  98. 0098 سورة البينة 👍
  99. 0099 سورة الزلزلة 👍
  100. 0100 سورة العاديات 👍
  101. 0101 سورة القارعة 👍
  102. 0102 سورة التكاثر 👍
  103. 0103 سورة العصر 👍
  104. 0104 سورة الهمزة 👍
  105. 0105 سورة الفيل 👍
  106. 0106 سورة قريش 👍
  107. 0107 سورة الماعون 👍
  108. 0108 سورة الكوثر 👍
  109. 0109 سورة الكافرون 👍
  110. 0110 سورة النصر 👍
  111. 0111 سورة المسد 👍
  112. 0112 سورة الإخلاص 👍
  113. 0113 سورة الفلق 👍
  114. 0114 سورة الناس 👍

Comments

Popular posts from this blog

Joker (2019 film) From Wikipedia, the free encyclopedia