0024 سورة الصافات آية 24 - * تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق

ا   ب   ت   ث   ج   ح   خ   د   ذ   ر   ز   س   ش   ص   ض   ط   ظ   ع   غ   ف   ق   ك   ل   م   ن   و   ه   ي
A   B   C   D   E   F   G   H   I   J   K   L   M   N   O   P   Q   R   S   T   U   V   W   X   Y   Z

* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


يقول تعالـى ذكره: { وَقِـفُوهُمْ }: احبسوهم: أي احبسوا أيها الـملائكة هؤلاء الـمشركين الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون الله من الآلهة { إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } فـاختلف أهل التأويـل فـي الـمعنى الذي يأمر الله تعالـى ذكره بوقـفهم لـمسألتهم عنه، فقال بعضهم: يسألهم هل يعجبهم ورود النار. ذكر من قال ذلك: حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفـيان، عن سلـمة بن كهيـل، قال: ثنا أبو الزعراء، قال: كنا عند عبد الله، فذكر قصة، ثم قال: يتـمثل الله للـخـلق فـيـلقاهم، فلـيس أحد من الـخـلق كان يعبد مِن دون الله شيئاً إلا وهو مرفوع له يتبعه قال: فـيـلقـى الـيهود فـيقول: من تعبدون؟ فـيقولون: نعبد عُزَيراً، قال: فـيقول: هل يسرّكم الـماء؟ فـيقولون: نعم، فـيريهم جهنـم وهي كهيئة السَّراب، ثم قرأ:وَعَرَضْنا جَهَنَّـمَ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً } قال: ثم يـلقـى النصارَى فـيقول: من تعبدون؟ فـيقولون: الـمسيح، فـيقول: هل يسرّكم الـماء؟ فـيقولون: نعم، فـيريهم جهنـم، وهي كهيئة السراب، ثم كذلك لـمن كان بعبد من دون الله شيئاً، ثم قرأ عبد الله { وَقـفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ }. وقال آخرون: بل ذلك للسؤال عن أعمالهم. ذكر من قال ذلك: حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: ثنا معتـمر، عن لـيث، عن رجل، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أيُّـمَا رَجُلٍ دَعا رَجُلاً إلـى شَيْءٍ كانَ مَوْقُوفـاً لازِماً بِهِ، لا يُغادِرُهُ، وَلا يُفـارقُهُ " ثُمَّ قَرأ هَذِهِ الآيَةَ: { وَقِـفُوهُمْ إنَّهُم مَسْئُولُونَ }. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقـفوا هؤلاء الذين ظلـموا أنفسهم وأزواجهم إنهم مسئلون عما كانوا يعبدون من دون الله. وقوله: { مالَكُمْ لا تَناصَرُونَ } يقول: مالكم أيها الـمشركون بـالله لا ينصر بعضكم بعضاً { بَلْ هُمُ الـيوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ } يقول: بل هم الـيوم مستسلـمون لأمر الله فـيهم وقضائه، موقنون بعذابه، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ } لا والله لا يتناصرون، ولا يدفع بعضهم عن بعض { بَلْ هُمُ الـيَوْمَ مُسْتَسْلِـمُونَ } فـي عذاب الله. وقوله: { وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } قـيـل: معنى ذلك: وأقبل الإنس علـى الـجنّ يتساءلون. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { وأقْبَلَ بَعْضُهُمْ علـى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ } الإنسُ علـى الـجنّ.

Comments

Popular posts from this blog

Joker (2019 film) From Wikipedia, the free encyclopedia