0001 سورة الجمعة آية 1 - * تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴿سورة الجمعة آية ١﴾.
* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْمَلِكِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ﴿سورة الجمعة آية ١﴾. هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلْأُمِّيِّـۧنَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ ﴿سورة الجمعة آية ٢﴾. وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا۟ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ﴿سورة الجمعة آية ٣﴾. ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴿سورة الجمعة آية ٤﴾.
قرئت صفات الله عزّ وعلا بالرفع على المدح، كأنه قيل هو الملك القدوس، ولو قرئت منصوبة لكان وجها، كقول العرب الحمد لله أهل الحمد. الأمي منسوب إلى أمّة العرب، لأنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون من بين الأمم. وقيل بدأت الكتابة بالطائف، أخذوها من أهل الحيرة، وأهل الحيرة من أهل الأنبار. ومعنى { بَعَثَ فِى ٱلأُمّيّينَ رَسُولاً مّنْهُمْ } بعث رجلاً أمياً في قوم أميين، كما جاء في حديث شعياء أني أبعث أعمى في عميان، وأميّاً في أميين وقيل { منهم } ، كقوله تعالى{ مّنْ أَنفُسِكُمْ } التوبة 128 يعلمون نسبه وأحواله. وقرىء «في الأمين»، بحذف ياءي النسب { يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءايَـٰتِهِ } يقرؤها عليهم مع كونه أميّاً مثلهم لم تعهد منه قراءة ولم يعرف بتعلم، وقراءة أمي بغير تعلم أية بينة { وَيُزَكّيهِمْ } ويطهرهم من الشرك وخبائث الجاهلية { وَيُعَلّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ } القرآن والسنة. وإن في { وَإِن كَانُواْ } هي المخففة من الثقيلة واللام دليل عليها، أي كانوا في ضلال لا ترى ضلالاً أعظم منه { وَءاخَرِينَ } مجرور عطف على الأميين، يعني أنه بعثه في الأميين الذين على عهده، وفي آخرين من الأميين لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون بهم، وهم الذين بعد الصحابة رضي الله عنهم. وقيل1172 لما نزلت قيل من هم يا رسول الله، فوضع يده على سلمان ثم قال " لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من هؤلاء " وقيل هم الذين يأتون من بعدهم إلى يوم القيامة، ويجوز أن ينتصب عطفاً على المنصوب في { وَيُعَلّمُهُمُ } أي يعلمهم ويعلم آخرين لأن التعليم إذا تناسق إلى آخر الزمان كان كله مستنداً إلى أوّله، فكأنه هو الذي تولى كل ما وجد منه { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } في تمكينه رجلاً أميّاً من ذلك الأمر العظيم، وتأييده عليه، واختياره إياه من بين كافة البشر { ذَلِكَ } الفضل الذي أعطاه محمداً وهو أن يكون نبي أبناء عصره، ونبي أبناء العصور الغوابر. هو { فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء } إعطاءه وتقتضيه حكمته.
Comments
Post a Comment