0006 سورة البينة آية 6 - * تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ ﴿سورة البينة آية ٦﴾.
* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَآۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ ﴿سورة البينة آية ٦﴾. إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ ﴿سورة البينة آية ٧﴾.
قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ } «المشركين»: معطوف على «الَّذين»، أو يكون مجروراً معطوفاً على «أهل». { فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ } قرأ نافع وابن ذَكوان بالهمز على الأَصل في الموضعين من قولهم: بَرأ الله الخلق، وهو البارىء الخالق، وقال:{ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ } [الحديد: 22]. الباقون بغير همز. وشدّ الياء عِوضاً منه. قال الفَرّاء: إن أُخذت البَرِيَّة من البَرَى، وهو التراب، فأصله غير الهمز تقول منه: بَرَاه اللَّهُ يبرُوه بَرْواً أي خلقه. قال القُشَيْرِيّ: ومن قال البَرِية من البَرَى، وهو التراب، قال: لا تدخل الملائكة تحت هذه اللفظة. وقيل: البَرِيَّة: مِن بَرَيْت القلمَ، أي قَدَّرته فتدخل فيه الملائكة. ولكنه قول ضعيف لأنه يجب منه تخطئة من هَمَز. وقوله: «شَرٌّ البَرِيَّة» أي شر الخليقة. فقيل يحتمل أن يكون على التعميم. وقال قوم: أي هم شر البرية الذين كانوا في عصر النبيّ صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:{ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [البقرة: 47] أي على عالَمي زمانكم. ولا يبعد أن يكون في كفار الأمم قبل هذا من هُو شر منهم مثل فرعون وعاقر ناقة صالح. وكذا «خَيْرُ البَرِيَّة»: إمّا على التعميم، أو خير بَرِيةِ عصرهم. وقد استدل بقراءة الهمز من فضّل بني آدم على الملائكة، وقد مضى في سورة «البقرة» القول فيه. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: المؤمنُ أكرم على الله عز وجل من بعض الملائكة الذين عنده.
Comments
Post a Comment