0095 سورة المائدة آية 95 - ذَٰلِكَ
15597 | ذَلِكَ | اسْمُ إشارَةٍ لِلْمُفْرَدِ المُذَكَّرِ البَعيدِ يُخاطَبُ بِهِ المُفْرَدُ | المزيد |
تحليل ذَلِكَ من سورة المائدة آية 95
معنى ذَلِكَ في القرآن الكريم
- ﴿٩٥ المائدة﴾ معادل الطعام ومقابله
تفسير آية 95 من سورة المائدة
تفسير الجلالين
﴿يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حُرُم﴾ محرمون بحج أو عمرة﴿ومن قتله منكم متعمِّدا فجزاءٌ﴾ بالتنوين ورفع ما بعده أي فعليه جزاء هو
﴿مثلُ ما قتل من النعم﴾ أي شبهه في الخلقة وفي قراءة بإضافة جزاء
﴿يحكم به﴾ أي بالمثل رجلان
﴿ذوا عدل منكم﴾ لهما فطنة يميزان بها أشبه الأشياء به، وقد حكم ابن عباس وعمر وعلى رضي الله عنهم في النعامة ببدنة، وابن عباس وأبوعبيدة في بقر الوحش وحماره ببقره وابن عمر وابن عوف في الظبي بشاة وحكم بها ابن عباس وعمر وغيرهما في الحمام لأنه يشبهها في العَبِّ
﴿هديا﴾ حال من جزاء
﴿بالغ الكعبة﴾ أي يبلغ به الحرم فيذبح فيه ويتصدق به على مساكينه ولا يجوز أن يذبح حيث كان ونصبه نعتا لما قبله وإن أضيف لأن إضافته لفظية لا تفيد تعريفا فإن لم يكن للصيد مثل من النعم كالعصفور والجراد فعليه قيمته
﴿أو﴾ عليه
﴿كفارةٌ﴾ غير الجزاء وإن وجده هي
﴿طعامُ مساكين﴾ من غالب قوت البلد ما يساوى قيمته الجزاء لكل مسكين مد، وفي قراءة بإضافة كفارة لما بعده وهي للبيان
﴿أو﴾ عليه
﴿عدل﴾ مثل
﴿ذلك﴾ الطعام
﴿صياما﴾ يصومه عن كل مد يوما وإن وجده وجب ذلك عليه
﴿ليذوق وبال﴾ ثقل جزاء
﴿أمره﴾ الذي فعله
﴿عفا الله عما سلف﴾ من قتل الصيد قبل تحريمه
﴿ومن عاد﴾ إليه
﴿فينتقم الله منه والله عزيز﴾ غالب على أمره
﴿ذو انتقام﴾ ممن عصاه، والحق بقتله متعمداً فيما ذكر الخطأ.
تفسير الميسر
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا تقتلوا صيد البر، وأنتم محرمون بحج أو عمرة، أو كنتم داخل الحرم ومَن قتل أيَّ نوعٍ من صيد البرِّ متعمدًا فجزاء ذلك أن يذبح مثل ذلك الصيد من بهيمة الأنعام: الإبل أو البقر أو الغنم، بعد أن يُقَدِّره اثنان عدلان، وأن يهديه لفقراء الحرم، أو أن يشتري بقيمة مثله طعامًا يهديه لفقراء الحرم لكل مسكين نصف صاع، أو يصوم بدلا من ذلك يوما عن كل نصف صاع من ذلك الطعام، فَرَضَ الله عليه هذا الجزاء؛ ليلقى بإيجاب الجزاء المذكور عاقبة فِعْله. والذين وقعوا في شيء من ذلك قبل التحريم فإن الله تعالى قد عفا عنهم، ومَن عاد إلى المخالفة متعمدًا بعد التحريم، فإنه مُعَرَّض لانتقام الله منه. والله تعالى عزيز قويٌّ منيع في سلطانه، ومِن عزته أنه ينتقم ممن عصاه إذا أراد، لا يمنعه من ذلك مانع.تفسير و معنى كلمة ذَلِكَ من سورة المائدة آية رقم 95
اسْمُ إشارَةٍ لِلْمُفْرَدِ المُذَكَّرِ البَعيدِ يُخاطَبُ بِهِ المُفْرَدُ
التفسير الاشتقاقي لجذر الكلمة "ذلك"
ذو على وجهين: أحدهما: يتوصل به إلى الوصف بأسماء الأجناس والأنواع، ويضاف إلى الظاهر دون المضمر، ويثنى ويجمع، ويقال في المؤنث: ذات، وفي التثنية: ذواتا، وفي الجمع: ذوات، ولا يستعمل شيء منها إلا مضافا، قال: ولكن الله ذو فضل [البقرة/251]، وقال: ذو مرة فاستوى [النجم/6]، وذي القربى [البقرة/83]، ويؤت كل ذي فضل فضله [هود/3]، ذوي القربى واليتامى [البقرة/177]، إنه عليم بذات الصدور [الأنفال/43]، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال [الكهف/18]، وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم [الأنفال/7]، وقال: ذواتا أفنان [الرحمن/48]، وقد استعار أصحاب المعاني الذات، فجعلوها عبارة عن عين الشيء، جوهرا كان أو عرضا، واستعملوها مفردة ومضافة إلى المضمر بالألف واللام، وأجروها مجرى النفس والخاصة، فقالوا: ذاته، ونفسه وخاصته، وليس ذلك من كلام العرب (انظر ما كتبناه في ذلك في تحقيقنا كتاب (وضح البرهان في مشكلات القرآن) للنيسابوري عند قوله تعالى: حتى عاد كالعرجون القديم سورة يس: آية 39). والثاني في لفظ ذو: لغة لطيئ، يستعملونه استعمال الذي، ويجعل في الرفع، والنصب والجر، والجمع، والتأنيث على لفظ واحد (وفي ذلك قال ابن مالك في ألفيته: ومن وما وأل تساوي ما ذكر *** وهكذا (ذو) عند طيىء شهر)، نحو: - 171 - وبئري ذو حفرت وذو طويت *** (هذا عجز بيت، وشطره: فإن الماء ماء أبي وجدي وهو لسنان بن فحل الطائي. والبيت في الفرائد الجديدة للسيوطي 1/184؛ وشفاء العليل في إيضاح التسهيل 1/227؛ وشرح المفصل 3/147؛ والأمالي الشجرية 2/306) أي: التي حفرت والتي طويت، وأما (ذا) في (هذا) فإشارة إلى شيء محسوس، أو معقول، ويقال في المؤنث: ذه وذي وتا، فيقال: هذه وهذي، وهاتا، ولا تثنى منهن إلا هاتا، فيقال: هاتان. قال تعالى: أرأيتك هذا الذي كرمت علي [الإسراء/62]، هذا ما توعدون [ص/53]، هذا الذي كنتم به تستعجلون [الذاريات/14]، إن هذان لساحران [طه/63]، إلى غير ذلك هذه النار التي كنتم بها تكذبون [الطور/14]، هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون [الرحمن/43]، ويقال بإزاء هذا في المستبعد بالشخص أو بالمنزلة: (ذاك) و (ذلك) قال تعالى: آلم ذلك الكتاب [البقرة/1 - 2]، ذلك من آيات الله [الكهف/17]، ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى [الأنعام/131]، إلى غير ذلك. وقولهم: (ماذا) يستعمل على وجهين: أحدهما. أن يسكون (ما) مع (ذا) بمنزلة اسم واحد، والآخر: أن يكون (ذا) بمنزلة (الذي)، فالأول نحو قولهم: عما ذا تسأل؟ فلم تحذف الألف منه لما لم يكن ما بنفسه للاستفهام، بل كان مع ذا اسما واحدا، وعلى هذا قول الشاعر: - 172 - دعي ماذا علمت سأتقيه (هذا شطر بيت، وعجزه: ولكن بالمغيب نبئيني وهو من شواهد سيبويه 1/405؛ ولم يعرف قائله، وهو في الخزانة 6/142؛ واللسان (ذا) ؛ وهمع الهوامع 1/84) أي: دعي شيئا علمته. وقوله تعالى: ويسئلونك ماذا ينفقون [البقرة/219] ؛ فإن من قرأ: قل العفو (وبها قرأ جميع القراء إلا أبا عمرو. انظر: الإتحاف ص 157) بالنصب فإنه جعل الاسمين بمنزلة اسم واحد، كأنه قال: أي شيء ينفقون؟ ومن قرأ: قل العفو (وهي قراءة أبي عمرو) بالرفع، فإن (ذا) بمنزلة الذي، وما للاستفهام أي: ما الذي ينفقون؟ وعلى هذا قوله تعالى: ماذا أنزل ربكم؟ قالوا: أساطير الأولين [النحل/24]، و (أساطير) بالرفع والنصب (وقراءة الرفع هي الصحيحة المتواترة. وبها قرأ القراء العشر، أما قراءة النصب فهي شاذة).
Comments
Post a Comment